السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أجد صعوبة بالغة في التركيز في شيء، وبالتالي أعاني من صعوبة في تذكر أبسط الأشياء، حتى أني أنسى بعض أعمالي الروتينية اليومية بعد أن دخلت في نوبة اكتئاب منذ حوالي 7 أشهر، بسبب مشاكل أسرية لم تتجاوز مدتها الشهر، ولم أكن أخرج من غرفتي إلا للضرورة، وأهملت دراستي، ونجحت بدرجات متواضعة جدا، ولم يهتم أبى أحد حينها، فحاولت أن أخرج من تلك الحالة بمفردي، وبصعوبة شديدة تجاوزتها، أو على الأقل أحاول أن أقنع نفسي بذلك حتى الآن، ومن وقتها وأنا أعاني من الأرق وعدم التركيز والتذكر، وأجد فراغا بداخلي، ولا أستطيع أن أشعر بشيء.
هناك خدر في مشاعري، ولا أندهش لسماع أي خبر، أو حتى أسعد لسماع خبر كنت قد تمنيت حدوثه من قبل، ولا أكذب عندما أقول أني حتى لا أستطيع أن أبكي.
تمنيت في أوقات كثيرة أن أبكي، ولكني لا أستطيع حتى أن أذرف دمعة واحدة، أشعر بجمود بداخلي، وعندما أحكي لأحد يظن أني أبالغ، لأني في سن صغيرة، فكيف لهذه الأعراض أن تصيبني؟!
كما أنني بعد فترة قصيرة سأبدأ الدراسة، وليس لدي دافع للمذاكرة والاجتهاد، وليس لدي طموح أو شغف لأبدأ في شيء، كما أن هذه الفترة ستحدد مستقبلي، لذلك أنا خائفة.
ظننت أن في تقربي إلى الله راحتي، وأعلم أنه راحتي، ولكن لا أجد في صلاتي تلك اللذة التي وجدتها قبل 7 أشهر، حيث كانت أهدافي حفظ كتاب الله، وها أنا لا أستطيع أن أحفظ صفحة واحدة، وكلما حفظتها نسيتها في وقتها، وأجد صعوبة في تذكر القليل منه أثناء صلاتي.
أخاف أن أقضي عمري بأكمله وأنا هكذا، لا أشعر بلذة القرب من الله، ولا أشعر بأي بهجة في حياتي.
وقد عرضت على والدتي من قبل أن اذهب لطبيب نفسي، ولكنها قابلت ذلك بالسخرية والاستهزاء، ولا أجد المساعدة ممن حولي، فلذلك كتبت لكم، وهذه أول مرة، ولكني آمل فيكم خيرا بإذنه، فما الحل؟ وما تشخيصكم لي؟ وما السبيل للعودة كما كنت؟