السلام عليكم

حصل بيني وبين زوجتي نقاش بسيط، فقالت: إن خطيبي الذي كان قد خطبني قبلك وهو ابن عمي أفضل منك، وأنا نادمة أنني لم أتزوجه، وإلى الآن أفكر فيه، فكانت هذه الكلمات كالصاعقة علي، ولا أدري ماذا أفعل؟

أنا تزوجتها قبل خمس سنوات، ولي منها أبناء، ولكنني كرهتها بعدما قالت لي هذه الجملة.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو إياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هون على نفسك، وخفف من ردة فعلك عليها، فلعل ما صدر من زوجتك من كلمات كانت ردة فعل أثناء النقاش معها، وربما كانت غاضبة جدا منك، مما سبب لها أن تقول لك هذا القول، ولا يمكن أن تقوله لك هي في حوار هادئ؛ لأن هذه طبيعة النساء حال الغضب والخصام يقلن قولا، ثم بعد الهدوء يندمن عليه، وقد أشار الله إلى هذه الطبيعة بقوله عنهن (وهو في الخصام غير مببن).

لذا أنصحك أن لا تخسر أهلك، وتساهم في ضياع أبنائك بفراقها، بل اغفر لها الزلة، وأشعرها بالحب والاحترام، وحاول أن تقنع نفسك من الداخل بأنها غير صادقة في قولها، وإنما ردت فعل فقط أثناء الخصام والنقاش، خاصة إذا لم تلمس منها أي تصرف أو علاقة غير لائقة مع الغير.

وتذكر مواقفها الأخرى التي فيها حب وتقدير واحترام لك، حتى يخفف ذلك من أثر هذا على نفسك، قال صلى الله عليه وسلم:" لا يفرك مؤمن مؤمنة إن سخط منها خلقا رضي منها آخر".

واكتم هذا الموقف عن الآخرين ولا تحدثهم به؛ حتى لا يزداد الأمر بينكما تعقيدا، بل حاول نسيانه، وتعامل معها بكل حب وتقدير، وستجد أثر ذلك عليها قريبا -إن شاء الله-، قال تعالى:" ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم".

وادع الله أن يصلح حالكما ويحببكما إلى بعضكما، فإن للدعاء أثر عظيم في صلاح الأهل والذرية.

وفقكما الله لما يحب ويرضى.