السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 19 سنة، منذ سنتين اندلع حريق في أرض بجانب بيتنا مباشرة، وكانت محتويات الحريق تقريباً كلها من البلاستيك ومحتويات عضوية، وكنت على سطح البيت واستنشقت كل الحريق، وفي اليوم الثاني أصبت بسعال شديد لا يتوقف نهائياً، وكنت أبصق سائلا لزجا لونه أبيض لمدة يومين، بعدها ذهبت إلى الطبيب، وأعطاني إبرة وتحسنت قليلاً.

ثم عاد كل شيء كما كان، وصرت أحس بألم في عظام صدري وقلبي، وعدة مناطق في بطني، وفي يوم توقف التنفس لمدة 10 ثوان، ثم رجع، وتكرر هذا الشيء، وبالأخص عندما أنام وأصحو على انقطاع تنفسي.

عدت للطبيب، وأعطاني إبرة أخرى، وذهب هذا الشيء تدريجياً، لكن إلى اليوم لا أستطيع التنفس جيداً، وهناك ألم في عظام صدري، وهناك نفخ على شكل قطعتين أسفل القفص الصدري مباشرة، وأشعر بألم في خواصري، ولا أستطيع الركض حتى ولو لمسافة قصيرة، وإذا ركضت أبدأ بالتعب، وتثور أعصابي، وتصبح فيها رجفة، وأشعر بدوخة، وأبصق السائل الأبيض.

بعد الحريق بفترة أصابني شيء آخر، وهو ما يسمى بالطب TMJ متلازمة الفك أو الصدغ، أي أنه أصبح هناك شد في عضلات فكي اليمنى واليسرى، لم أعد قادراً على تحمل ألم رأسي وأسناني، وآلام في كل مناطق رأسي وعيوني، مع أن نظري ضعيف جداً (3/6)، وأصبح أي صوت يقترب مني خصوصاً في فترة استيقاظي أسمعه كالهواء والتشويش، مع ألم في أذنيَ، وألم اليسرى أشد.

ذهبت إلى طبيب، وعمل لي القطعة البلاستيكية، وبعدها عمل لي الرنين المغناطيسي، وقال لي: لا يوجد عندك شيء، كانت غرفة الطبيب مزدحمة في ذلك الوقت، ولا يوجد خصوصية، ولم أستطع أن أقول له: من أين يأتي الألم إذاً؟ وذهبت ولم أزر أي طبيبي بعد ذلك، وإلى الآن الآلام في فكي ومنطقته ورأسي وأذني موجودة، لم أعد أستطيع ممارسة الرياضة، ووزني لا يزيد نهائياً، وجسمي هزيل جداً، مع أني آكل كثيراً، مع فقدان شهيتي الدائم، وهناك آلام في مفاصل جسمي، وأشعر بإجهاد فيها، وجفاف في منطقتها وطقطقة مستمرة فيها.

لم أعد أستطيع التفكير، ولا أستطيع التركيز، عقلي لا يستطيع التوقف عن التفكير، فلا أستطيع النوم، ولا الدراسة، ولا أستطيع التركيز في أعمالي اليومية، وأشعر أنني موجود في عالم آخر، وأحاول مجاراة كل شيء في حياتي بصعوبة كبيرة، ولم أعد أطيق شيئا، ولم أعد أشعر أنني أعيش في الواقع، ولم أعد أعلم بأنني موجود أم غير موجود.

أصبحت بليد المشاعر، حتى لو مات أعز ألاشخاص على قلبي لا أشعر بشيء، ولا يوجد عندي أي عواطف أو أحاسيس، ولدي برود جنسي شديد -ليس ضعفا-، وأتصارع في عدة مشاكل داخلية مع نفسي.

كل ما أريده هو حلول جذرية وشرح مفصل عن حالتي، وشكراً لكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Jaber حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

استنشاق أدخنة البلاستيك المحروق بشكل متواصل مثل عمال المحارق المشكوفة، قد يتعرضون إلى أمراض خطيرة بسبب تراكم المواد المنبعثة من الحريق في الدم، ولكن الاستنشاق العابر كأن يمر أحدهم بجوار بلاستيك محروق، أو كما حدث معك، قد يؤدي إلى تهيج وضيق الشعب الهوائية والحويصلات الهوائية، مع تكون بعض الالتهابات، ولكن ينتهي تأثير تلك المواد سريعا بعد تخلص الجسم منها، ولا يبقى لها أثرا بعد ذلك.

والدليل على ذلك أن المدخن عندما يستمر في التدخين لسنوات طويلة قد يصاب بسرطان الرئة، ولكن عند الإقلاع عن التدخين يشفى الصدر، وتتوقف الكحة، وتعود الرئتين إلى العمل بكفاءة عالية، وبالتالي لا تأثير الآن على صدرك من استنشاق تلك الأبخرة البلاستيكية.

وقد ذكرت أن جسمك هزيل، وفي هذا إشارة إلى النحافة وسوء التغذية وعدم تناول الاحتياج اليومي من العناصر الغذائية الضرورية لجسم الإنسان، وهذا يؤدي إلى فقر دم ونقص فيتامين د ونقص فيتامين B12 وباقي مكونات فيتامين ب المركب، وعدم تناول الحليب ومنتجات الألبان يؤدي إلى ضعف في العظام والأربطة والمفاصل، مما يؤدي إلى الشعور بالوهن والإرهاق والتعب لأقل مجهود.

ولذلك من المهم فحص صورة الدم وفحص فيتامين د وفيتامين B12 وتناول المقويات حسب نتيجة التحليل، ويمكنك تناول كبسولات فيتامين د الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية، كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 16 أسبوعا، ولا مانع من أخذ حقن مغذية للأعصاب مثل neurobion يوما بعد يوم عدد 6 حقن، ولا مانع من تكرارها مرة أخرى، مع تناول مقويات للدم كبسولة واحدة يوميا، مثل رويال جلي وأوميجا 3، مع تناول أقراص كالسيوم 600 مج مرتين يوميا لمدة شهرين أيضا، وهذا لا يغنى عن الحليب ومنتجات الألبان يوميا.

TMJ تشير إلى ألم في مفاصل الفك السفلي، مع عظام الفك العلوي temporomandibular joint، مع الشعور بالألم، وقد يعود ذلك إلى حالة الهزال وضعف البنية والنقص في الفيتامينات، والعناصر الغذائية الضرورية، ولعلاج الألم يمكنك تناول كبسولات مثل celebrex 200 mg مرتين يوميا بعد الأكل، وكبسولات myolgin ثلاث مرات يوميا لمدة 7 أيام، وسوف يمن الله عليك بالصحة والعافية.

الأهم من ذلك الحرص على زيادة الوزن عن طريق أكل وجبات خفيفة ومتكررة، وتحتوي على بعض الفطائر والمعجنات والتمر والعجوة، مع تناول العسل والمكسرات والبروتين الحيواني، وبعض المشروبات التي تحتوي على الحلبة والسمسم والمكسرات، وهي أطعمة تفتح الشهية، وتحتوي على سعرات حرارية عالية، كذلك فإن ثمار التين الطازج أو المجفف تحتوي على كثير من الفيتامينات والسعرات الحرارية، وتفيد في زيادة الوزن، كذلك فإن حبوب الخميرة تحتوي على فيتامين ب المركب، وعلى بعض الخمائر، وهي تفيد في فتح الشهية، وتحسن الهضم وزيادة الوزن.

من الواضح أنك تحتاج إلى زيارة طبيب نفسي، وهناك الكثير من الأدوية التي تحسن الحالة المزاجية، وتعالج حالة الاكتئاب المسيطرة عليك، مع المصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد، من خلال الصلاة على وقتها، وبر الوالدين وقراءة ورد من القرآن، والدعاء والذكر، وممارسة الرياضة بشكل منتظم خصوصا المشي والركض، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن.

وفقك الله لما فيه الخير.