السؤال
السلام عليكم
أنا بعمر 27 عاماً، توقفت عن الدراسة الجامعية لظروف صحية منذ سنين بعد أن أكملت السنة الأولى من الجامعة، في تخصص الهندسة الكيميائية، وكنت متفوقاً بها، ودخلت هذا التخصص بإرادتي.
قبل عدة أشهر شعرت أني أستطيع إكمال الدراسة، وأني بصحة جيدة، فامتلكت الشجاعة الكافية وراسلت الجامعة لإكمال الدراسة وتم الرفض، ثم راسلت جامعة أخرى لأدرس من البداية ووافقت الجامعة، لكن في تخصص هندسة ميكانيكا.
صحيح إنه ليس حلمي، ولكن لدي رغبة في دراسته، فأنا لدي شغف بالتعلم بشكل عام، وهو تخصص له مستقبل، وبعد أن تم القبول تملكتني حالة من التشتت والرعب والذعر والخوف، لا أدري هل هو خوف من الفشل بعد التوقف عن الدراسة لسنوات أو خوف من نظرة الناس والأقارب لي وأنا أرجع للدراسة، وأنا في هذا السن.
أخاف من أن أفشل وأخيب أمل أبي، خصوصاً بعد السعادة التي غمرته عند ما علم برغبتي للعودة، أو خوف من نظرة الطلاب والمدرسين لي وأنا في هذا السن وأدرس أو خوف من مواجهة مجتمع غريب، حيث أن الجامعة خارج البلاد، أو خوف من أني اخترت تخصصاً غير الذي كنت أحلم به!
حلمي هو إكمال هندسة الميكانيكا، ولكن لم يتم قبولي، ودراسة تخصص الانتروبيولوجيا، علم الإنسان، وعلم النفس، وتعلم عشر لغات محددة، ولكن هذه التخصصات حسب علمي غير مطلوبة ولا تؤمن لخريجيها دخلاً محترماً.
كذلك تعلم اللغات لا يعطي شهادة ولا عملاً ثابتاً، وقد يستغرق وقتاً طويلاُ، وأنا يجب أن أكون مسؤولاً عن نفسي وأهلي، فأبي كبير في السن، صحيح أنه ما زال يعمل ويصرف على البيت لكنه بلغ الستين، متعه الله بالصحة، ويجب علي أن أسانده، فأنا أعمل وراتبي محدود.
أخاف إذا قبلت التخصص أن لا أمتلك الوقت أو القدرة في السنوات القادمة من تعلم اللغات، ودراسة علم الإنسان، وعلم النفس الذي هو حلم بالنسبة لي.
أخاف أن يكون رفضي للتخصص هو مجرد هروب من المخاوف التي ذكرتها في بداية الرسالة، وأخاف أن يكون قبولي بالتخصص تحت تهديد أن مثل هذه الفرصة لإكمال الدراسة قد لا تتاح لي مرة أخرى، فأنا متوتر جداً، وأتهرب من اتخاذ أي قرار، ولا أدري ماذا أفعل؟!