السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا امرأة أبلغ من العمر 29 سنة، أم لطفلين، وأعيش حياة جميلة وسعيدة ومستقرة -الحمد لله-، محبة للحياة ومتفائلة، حتى وإن تعكر صفو مزاجي أكون بحالة سعيدة، مشكلتي لا أعلم من أين بدأت.
قبل زواجي بسبع سنوات أختي الكبرى وأثناء صلاة التراويح سقطت على الأرض، وأخذت بالصراخ، واكتشفنا بعد فترة بأنها مصابة بالسحر، صدمت من أجلها، وأحضرنا لها راقيا شرعيا، وقرأ على الجميع وقال بأننا سليمون.
مضت الأيام وتزوجت وعشت حياة سعيدة، وبعد سنتين من ولادة طفلي الأول أصابتني حالة غريبة وأنا نائمة، استيقظت من النوم وأنا أشعر بخفقان سريع وتعرق وخوف ورجفة، ظننت بأنني سوف أموت، قمت للصلاة وهدأت نفسي ثم عدت للنوم، تغلبت على ما حدث، وعدت لوضعي الطبيعي، ومرت السنوات وكل شيء جميل إلى أن أتى الصيف الماضي، في شهر ذي القعدة، وكان موعد الدورة الشهرية -ربما ثالث يوم- أصبت بأمر غريب: حالة إحباط وكره للحياة وملل، قمت بالبكاء لأنني لا أريد هذا الشعور، وجاهدت نفسي بالذكر والقرآن، ولكنني حينما أرى أهلي وأبنائي وزوجي أستغرب، وأقول لماذا نضحك ونسافر ونشتري الجديد ونهايتنا الموت؟! أفكر متى تنتهي هذه الدنيا وأبكي، لأنني أعرف طبعي، فأنا محبة للحياة.
جاهدت جهادا عظيما استمر لمدة شهر إلى عيد الأضحى، وبعد العيد من الله علي بالعافية، وعدت سعيدة كما كنت ومتفائلة، ومرت خمسة أشهر وأنا سعيدة، وفي نهاية شهر جمادى الأولى، أصبت بنفس الأمر، وكانت فترة الدورة، وفي آخر يوم، وعدت أكره نفسي لمدة سبعة شهور.
ومن هذا الإحساس للحياة بأنها ممللة، ماذا سأفعل غدا وبعد غد؟ نفس الروتين، لا يوجد شيء، متى تنتهي الحياة، وفي قرارة نفسي أموت من هذا الشعور، لأنني أريد العودة لطبعي المتفائل، ثم قررت الذهاب إلى طبيبة النساء، وشرحت لها كل شيء، وصرفت لي دواء عشبة، و-الحمد لله- تحسنت، وخفت الأعراض، استخدمت أول حبة، وأسميتها حبة السعادة، لأنني شعرت فعلا بالسعادة، فلا أعلم هل هذا الشعور نفسي أم أنني ربطت نفسي به!
وضعي جيد، لكنني في وقت الدورة وقبلها وبعدها أشعر بالحزن والإحباط، وعدم جدوى الحياة، وماذا سأفعل بالغد وبعده؟ لا شيء جديد، ولكنني أستعيذ بالله وأذهب لزيارة الأهل أو اللعب مع أطفالي.
سؤالي: هل الأمر هو اضطراب نفسي؟ هل هو اكتئاب مرضي؟ لأنه يسبب لي الخوف، خوف من الحياة خوف من السفر، لأنني أقول لو سافرت ستعود نفس الحالة، والآن نحن بشهر ذي القعدة، وأشعر بالخوف منه، لأنني بنفس الشهر أتتني، وصرت أخاف دخول بيت أهلي، لأنني أصبت بها هناك، لم أترك الاجتماع مع الأصدقاء والأهل، ولم أهمل نفسي، وأنا مستمتعة أسمع عقلي الباطن يؤنبني على ضحكي واستمتاعي، أفكر بأننا سنموت فلماذا كل هذا؟
تحاليلي هي: فيتامين (د)، عندي 27، وفيتامين (ب 12) 160 من 200، وأخبروني بأنه ناقص، وربما هو السبب، ولكنني فضلت استشارتكم.
بالوقت الحالي لدي مجموعة من الكتب عن السعادة، وعن كيفية التغلب على المزاجية، وعند القراءة أشعر بالاندفاع والحماس، ثم أفكر هل أنا مكتئبة، هل أنا سعيدة، لماذا لم أعد كالسابق، لماذا أنا أصبحت هكذا؟ ثم أقوم وأغير وضعي وأتابع التلفاز أو أتحدث بالهاتف. هل أنا مريضة نفسيا؟ وهل أنا مضطربة؟ وهل هي مجرد مخاوف وأوهام؟
حينما أستمع للقرآن يصيبني الخوف بحكم ما رأيته بأختي، ثم أقول لماذا أخاف؟ بالتأكيد أنا محسودة أو مسحورة. أشعر أحيانا بالملل مع زوجي، لأنه قليل الكلام جدا، ويمر يومي كاملا دون كلام، قراراتي مترددة بسبب مخاوفي.
خائفة من أن أصاب بمرض نفسي أو اكتئاب. ساعدوني، ولكم خالص تقديري.