الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي يتبول على نفسه ويتصرف تصرفات غريبة، فكيف نتعامل معه؟

السؤال

السلام عليكم..

لدي طفل عمره 3 سنوات، منذ فطامه وهو يقوم بمسك شعر والدته ويقوم بتحريك شفتيه كأنه (يرضع)، ولا ينام حتى يفعل هذا، وأيضا وهو مستيقظ.

وأيضا بعد أن تدرب على التبول في الحمام أصبح الآن يتبول على نفسه أثناء النوم، ومنذ 3 أيام أصبح يتبول وهو مستيقظ، ويخبر أمه بأنه يتعمد التبول على نفسه.

مع العلم أننا لم نقس عليه، ولا نضربه إلا في القليل إذا فعل شيئا كبيرا في ساعة غضب, أو عندما يقوم بمسك شعر أمه أثناء قيامها بأعمال البيت.

وله أخت أكبر منه، وتعاملهم تقريبا نفس المعاملة، وهو يلعب جيدا ويمرح، ولا يعاني من أي مرض، أو تأخر في التعليم أو شيء، ولكنه يصبح خجولا إذا رأى أحدا غريبا أو ضيفا، فما العمل؟ وكيف نتعامل معه؟ وهل هذا طبيعي في الأولاد؟ لأننا لم نعاني أو نجد هذا في أخته الأكبر منه، وهل نعرضه على أخصائي خصوصا في مسألة التبول؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ففي البداية أحب أن أوضح لك -أيها الفاضل- بأنه وحتى يتم القول بأن الطفل يعاني من تبول ليلي أو نهاري فيجب أن يكون قد مضت 6 أشهر على قدرته على التحكم في البول خلال النهار والليل, أي أن الطفل أصبح لا يتبول على نفسه نهارا أو ليلا لمدة 6 أشهر على الأقل, فإذا مر على طفلك فترة 6 أشهر أو أكثر لم يتبول خلالها على نفسه ليلا أو نهارا, فهنا يمكن القول بأن الحالة تحتاج إلى تقييم وإلى مراجعة طبيب الأطفال، وذلك للتأكد من عدم وجود مشكلة طبية أخرى مثل: التشوهات والالتهابات البولية, تهيج المثانة العصبي، ونقص سعتها, الإمساك المزمن, وغير ذلك مما قد يؤثر على استجابة المثانة.

إن معظم الاطفال اللذين يعانون من مثل هذه المشكلة يكون السبب هو تعرضهم لشدة نفسية, كقدوم مولود جديد في العائلة، أو انتقال العائلة إلى منزل جديد، أو قدوم زائرين للبيت أو السفر، أو أي ظرف يغير من روتين الطفل فيشعره بالخوف أو القلق.

لذلك يجب الانتباه لظروف الطفل، وهل حدث تغير ما في محيطه مهما كان بسيطا, ومن المهم هنا إشعاره بأن ما يحدث معه هو أمر طبيعي يحدث لغيره من الأطفال أي يجب عدم إشعاره بالذنب وعدم توبيخه أو مقارنته بغيره, فالتبول الليلي هو فعل غير إرادي والطفل الذي يعاني منه لا يستطيع التحكم به أو منع حدوثه, وأغلب الحالات تشفى مع الصبر والتشجيع بعد أن ينضج المنعكس العصبي المسؤول عن التحكم في البول.

وننبه هنا بأنه يجب تشجيع الطفل ومكافأته، لكن ذلك يجب أن يتم على ما يمكنه التحكم به وليس على ما لا يمكنه التحكم به, بمعنى من الخطأ مكافأة الطفل في اليوم الذي لا يتبول فيه على نفسه ليلا, لأن هذا الأمر غير إرادي ولا يمكنه التحم به, لكن يمكن مكافأته مثلا على قبوله الذهاب لإفراغ المثانة قبل النوم مباشرة, أو مكافأته عند إخباره لوالدته عند شعوره بالحاجة إلى التبول خلال النهار, فهذه أعمال يمكنه التحكم فيها, ومكافأته عليها ستشعره بنوع من الثقة والرضى، وستعزز العلاقة مع محيطه، وهذا الشعور سينعكس إيجابا عليه خلال النوم.

إذا أكرر في حال كان طفلك قد نظف لمدة تتجاوز ال6 أشهر، وبدأ حديثا يعاني من هذه المشكلة، فأنصح هنا بعرضه على طبيب أطفال للتأكد من عدم وجود مشكلة غير ظاهرة, وهذا كنوع من الاحتياط.

أسأل الله عز وجل أن يديم عليكم جميعا ثوب الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً