الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالقلق مع حركة لا إرادية في اليد

السؤال

بسم الله
السلام عليكم ورحمة الله.
عزيزي الدكتور المجيب على السؤال! أجريت عملية قبل حوالي 13 أسبوعاً لإزالة ورم في الجزء الأمامي الأيسر من المخ، وكانت كما أعرف (مينينجايتس)، وبعد التحاليل ظهر من نتائج الفحص المخبري أنه لم يكن خبيثاً، بفضل الله كان (بيناين)، وقد اكتشف الورم صدفة، فقد لاحظت خللاً في الرؤية في العين اليمنى، وبنصيحة من طبيب العيون أجريت أشعة مقطعية وكذلك إم آر آي، وكان الورم ظاهراً وحجمه حوالي ثلاثة سم.

ولكن أعاني الآن من ضعف وخلل في الرؤية في العين اليسرى التي كانت جيدة جداً قبل العملية، كما أحس بألم في الناحية اليسرى من رقبتي، ويمتد إلى كتفي وذراعي الأيسر، علماً بأنني أحس بصحة طيبة، وأنا متزن في أكلي ونومي، ووزني 83 وطولي 176، لست سميناً مع أنه يجب أن أخفض وزني عدة كيلوات، توقفت عن الرياضة التي كنت أمارسها.

ومنذ يومين بدأت أحس بحركة غير إرادية في جزء من عضلات مرفقي الأيسر، وهذا يقلقني لأنني أعانى من ضغط الدم المرتفع، وأتعاطى ثلاثة أنواع من الحبوب يومياً هي: كوسار، لوزارتان، وبلنديل وموديرتك، وهو نوع من مدرات البوال أو مزيلات السوائل كما تعلمون.

كما أنني خلال وبعد العملية تعاطيت جملة أدوية أخرى كبسولات تسمى إبانوتين، كنت آخذ ثلاث حبات في اليوم لمدة شهر، والآن آخذ حبتين وسأواصل حتى أتم الشهرين، ثم حبة لمدة شهرين آخرين ثم واحدة لمدة شهر، وبعد ذلك حبة واحدة يوماً بعد يوم لمدة شهر حسب ما أوصى به.

علماً بأنني لم أتعرض بحمد الله لحالات صرع لا قبل العملية ولا بعدها، وأعلم أن لهذه الأدوية مجتمعة ومتفرقة آثاراً جانبية مقلقة، من أولها الاكتئاب الذي أحس به مدمراً، فبرغم أنني أحب العزلة أصلاً وبطبعي إلا أنني قلق جداً لما أحس به الآن، وتراودني أفكار أكثرها خوف من الشلل أو الإصابة بمرض يجعلني عالة على غيري جسدياً، ويمنعني من الحركة والقراءة.

أنا قارئ جيد في كل العلوم وبأكثر من لغة، ومؤمن بالقدر، لكنني بت أكره المستشفيات وزيارة الأطباء؛ لأنني أجريت عملية في الكلى قبل حوالي ثلاث سنوات (إزالة حصوة)، وعانيت من آلام وأوجاع مميتة، أنا أكره الألم والإبر والأنابيب والشعور بالاعتماد على الغير أو العجز مدمر بالنسبة لي.

سيدي الكريم! هل أجد عندكم إفادة عن كل هذا؟ وقد أطلت محاولاً أن أوضح الوضع ليسهل عليكم وصف ما ترونه مناسباً، سواء من دواء بديل عشبي أو غيره، أو حتى دواء لإزالة الاكتئاب يسهل الحصول عليه من الصيدليات أو المستشفيات الحكومية، على أن لا يدمن ويكون أخفها من ناحية التأثيرات الجانبية، فأحسب أن ما في جسمي من الكيماويات ما يكفيه وما سيدمره.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مؤمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً على سؤالك، وثقتك في الشبكة‏‎ ‎الإسلامية.
الحمد لله أن الورم قد أزيل بنجاح، وقد اتضح أنه من الأورام الحميدة وهذا في حد‎ ‎ذاته بشارة كبرى، وفضل من الله ‏تعالى.‏‎ ‎

لا شك أن الإنسان حين تجرى له مثل هذه العمليات الحساسة فإنه يشعر بنوع من القلق‎ ‎وربما المخاوف وذلك مهما ‏كانت النتائج حميدة وجيدة، فهذه هي طبيعة الإنسان، وعليه‎ -‎يا أخي- أرجو أن تكون أكثر طمأنينة وأن تعيش على الأمل ‏والرجاء.‏

الدواء الذي يعرف باسم (أبانيوتين) يعطى دائماً بعد مثل هذه الجراحات، وذلك‎ ‎للوقاية من الصرع، والذي يحدث في ‏‏60% بعد عمليات فتح الرأس، وهذا أمر طبيعي‎ ‎ومتعارف عليه طبياً.‏

الحركة اللاإرادية التي ظهرت على يديك تتطلب بعض الفحوصات، وأهمها إجراء تخطيط‎ ‎للمخ، وذلك للتأكد من ‏عدم وجود نشاط صرعي، وحتى ـ لا قدر الله ـ إن وجد، يمكن علاجه‎ ‎برفع جرعة الأبانيوتين أو الانتقال إلى ‏مجموعة أخرى من الأدوية مثل (تقراتول) أو (‎دبكين)، فأرجو أن تراجع طبيبك في هذا الخصوص.

بصفة عامة: إذا كنت تعاني من قلق مفرط أو زائد فلا بأس من أن تتناول أحد الأدوية‎ المضادة للقلق، مثل العقار الذي ‏يعرف باسم (موتيفال)، وجرعته هي حبة يومياً لمدة‎ ‎أسبوع، ثم ترفع إلى حبة صباح ومساء لمدة شهرين ثم تخفض ‏إلى حبة واحدة لمدة شهر.‏
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً