الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الجرعة الطبية والمناسبة لتناول البروزاك؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا بعمر 23 سنة، مريضة سكر، أريد أن أعرف لو سمحتم جرعة بروزاك، لأني قرأت عنه كثيراً في إجاباتكم.

منذ فترة كل ما كان يسعدني أصبح لا يسعدني، أشعر باللامبالاة، الكسل، العزلة، ملامحي حزينة في كثير من الأوقات، ابتعدت عن أصدقائي، أكره الخروج إلا للضروريات، ذاكرتي أصبحت ضعيفة والكثير يشتكون من عدم تركيزي، مع أني في السابق كنت طالبة ذكية -ولله الحمد- رئيس العمل يراني انطوائية وحزينة ومشتتة وكثيرة السرحان.

أشعر بنبضات قلبي سريعة جدا، أقضم أظافري كثيراً، أتخيل سيناريوهات سيئة -والعياذ بالله- وأخاف منها!، ما الجرعة المناسبة لي؟ وكيف أتوقف عنه؟ وهل يمكنني التوقف عنه عندما يحلو لي؟ هل يجب أن يراني طبيب؟

جزاكم الله خيراً على نفع المسلمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ س. خ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

الأعراض التي ذكرتِها بالفعل فيها بعض المؤشرات التي تدلُّ على وجود نوعٍ من الاكتئاب النفسي – أو عُسر المزاج – والذي أرى أنه في الغالب من الدرجة البسيطة، وفي بعض الأحيان مريض السكر قد يُصاب بشيءٍ من عُسر المزاج، ونحن دائمًا نُحبِّذ العلاجات السلوكية والاجتماعية.

سلوكيًا: الإنسان يجب أن يكون إيجابيًا، وكذلك اجتماعيًا: تنظيم الوقت، وحسن التواصل الاجتماعي - أمور مهمة – ممارسة الرياضة أيضًا ستفيدك كثيرًا، أخذ قسط كاف من النوم بالليل، وتجنب النوم النهاري، والحرص على الصلوات في وقتها، والأذكار والدعاء وتلاوة القرآن، هذه تُعتبر أسانيد علاجية رئيسية، فيجب أن تحرصي عليها كمبدأ علاجي مهم.

إجراء الفحوصات الطبية المتكاملة، أنصح به في مثل هذه الحالات، على الأقل تتأكدين من مستوى الدم لديك، ومستوى فيتامين (ب12)، ومستوى فيتامين (د)، ووظائف الغدة الدرقية، ومستوى الدهنيات، ووظائف الكلى والكبد.

هذه يجب أن تكون قاعدة طبية نلتزم بها جميعًا، فأرجو أن تقومي بإجراء هذه الفحوصات، وحين تتواصلين مع طبيب السكر أنا متأكد أنه سيُوافق على إجرائها ويطلبها لك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الـ (بروزاك) بالفعل دواء ممتاز، ودواء سليم، ودواء رائع، ودواء في معظم الدول لا يتطلب أي وصفة طبية، وهو لا يُسبِّبُ الإدمان، ولا يؤثِّرُ على الهرمونات النسوية، ولا يزيد الوزن، ولا يؤدي إلى زيادة في النوم، فهو دواء ممتاز لتحسين المزاج وزيادة الدافعية.

أنا دائمًا أقول: إن الإمكانات إذا توفَّرت أفضل للناس أن يذهبوا ويُقابلوا الأطباء المختصين، فأنت وبما أنك طبيبة أسنان وتعيشين في بلدٍ فيه إمكانات طبية جيدة؛ فإن تمكَنت أن تذهبي إلى الطبيب النفسي فهذا سيكون أمرًا إيجابيًا، وإن لم تتمكني يمكنك أن تتناولي البروزاك، وهو سليم – كما ذكرتُ لك – لكن التطبيقات السلوكية التي أشرت إليها أيضًا مهمَّة جدًّا.

جرعة البروزاك في حالتك هي كبسولة واحدة يوميًا، وتُلاحظي بعد ذلك نفسك؛ إن تحسَّنت خلال أربعة إلى ستة أسابيع فهذا أمر جيد، وإن لم يحصل تحسُّن حقيقي هنا يمكن أن ترفعي جرعة البروزاك إلى كبسولتين، وتستمري عليها لمدة شهرين مثلاً، وإن شاء الله تعالى تكون هذه الجرعة مفيدة، وهي الجرعة الوسطية، وبعد ذلك تخفضي الجرعة إلى كبسولة واحدة لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم توقفي عنه.

أما إن تحسَّنت على كبسولة واحدة فاستمري عليها لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك يمكنك أن تجعليها كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء، والجرعة الكلية للبروزاك هي أربع كبسولاتٍ في اليوم – أي ثمانين مليجرامًا، لكنك قطعًا لا تحتاجين لهذه الجرعة.

أسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً