الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب صراخي على طفلي أصبح يستيقظ مفزوعاً من نومه!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طفلي عمره ثلاث سنوات، وبحكم الغربة فهو هادئ وانطوائي، ويخاف من أي صوت خارجي.

منذ أسبوعين كنت عصبية معه بسبب الضغوط النفسية التي مررت بها، وبسبب موت صديقتي، فصرخت عليه في الحمام، فاستيقظ في الليل مفزوعاً ينتفض، كأنه يرى شيئًا ويفر منه، ورفض أن أحضنه، وتكرر الأمر مرة أخرى منذ يومين، ويتألم وهو نائم، فهل به مس؟ أرجو تشخيص حالته.

مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أسأل الله تعالى أن يحفظ ابنك ويجعله من الصالحين، -أيتها الفاضلة الكريمة-، هذا الابن تعرض لجرعة كبيرة جدًا من الهرع، ومن التخويف، بسبب ما حدث من شخصك الكريم حياله، لا شك أن الكيان الوجداني للطفل قد اهتز له؛ مما جعله يصاب بحالة من الخوف الشديد وما تبعها من نفور منك، أي أن الطفل أصبح يتوجس ويتخوف، وهذا تفاعل طبيعي من الأطفال، لكن -الحمد لله تعالى- الطفل تدريجيًا ينسى هذه التفاعلات السلوكية التي قد تحدث دون أن نقصد.

وكل المطلوب منك هو أن تتوددي إلى الطفل، أن تلاعبيه، أهم شيء أن تلاعبيه الألعاب التي تناسب عمره، ضعي نفسك في مكان طفل آخر عمره 3 إلى 4 سنوات وابدئي في ملاعبة ابنك على هذا الأساس، العلاج عن طريق اللعب من أفضل الوسائل التي تطمئن الأطفال، انتهجي هذا المبدأ -وإن شاء الله تعالى- سوف تحسين أن طفلك قد تناسى حالة التخويف والهرع.

بالنسبة لتألمه وهو نائم؛ هذا في بعض الأحيان قد يكون سببه القلق، ونوعاً من الأحلام التي تزعجه، لكن هذا يكون في النوم السطحي جدًا -في بدايات النوم-، أو في نهايات النوم، ولا يكون في أثناء النوم العميق، وإذا استمر هذا الموضوع أرجو أن تعرضي الطفل على طبيب أطفال؛ حتى يتأكد من سلامته الجسدية.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنا أقدر ظروف الغربة، لكن بقدر المستطاع حاولي أن تجعلي هذا الطفل يتفاعل مع أطفال آخرين، أطفال من عمره أو من أعمار قريبة له حتى عمر 5 سنوات، سيكون في ذلك خير كثير له؛ لأن الطفل يتعلم مع الطفل، الطفل ينسجم مع الطفل بصورة أكثر، واخرجوا به أيضاً، دعوه يلعب في المتنزهات، ويستفيد أيضًا من الألعاب الموجودة في مثل هذه الأماكن، هذا هو العلاج الأساسي لهذا الابن.

أما بالنسبة لموضوع المس: فالمس موجود، والعين موجودة، والسحر موجود؛ هذه الأشياء كلها موجودة، لكن حالة الطفل هذه حالة مسببة وبوضوح شديد، فلا أرى أن الموضوع له علاقة بالمس، لكن اقرئي على طفلك الفاتحة والمعوذات وآية الكرسي، وحصني طفلك بالأذكار والأوراد الشرعية، أسأل الله تعالى أن يحفظ طفلك، هذا هو الذي أراه، ولا توسوسي كثيراً حول هذا الموضوع، ولا تقلقي -أيتها الفاضلة الكريمة-، فمثل هذه الأحوال والأحداث والتفاعلات والتقلبات المزاجية تحدث لدى الأطفال.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية مسلمةاحمد

    جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً