الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل للتدخين علاقة بالأوجاع التي أعاني منها؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب، لقد عانيت من الاسترواح الصدري مرتين، المرة الأولى في الرئة، وبعدها بسنة بالضبط أتتني للمرة الثانية في الرئة الأخرى، وانتظرت هذه السنة لكن لم يأتيني -والحمد لله-.

وأعاني من شد عضلي وألم في العمود الفقري من ناحية الرقبة، وأدخن ما يقارب الباكيت يوميا منذ 4 سنوات، وأفعل العادة السرية منذ 6 سنوات، وأصبحت أفعلها يوميا منذ 4 سنوات، ولدي مخاوف كثيرة مثل: هل سيعود لي الاسترواح الصدري، هل سأسبب لنفسي مشكلة في الرقبة، هل سأصبح عقيما، أو عاجزا جنسيا؟ مع العلم أن عمري لم يتجاوز 21 عاما، فما الحل في آلام الرقبة، وما الحل من مخاوف عودة الاسترواح الصدري؟ لأنني وصلت لدرجة أنني ألغي سفراتي مع زملائي خوفا من أن يأتيني الاسترواح في الطريق للوجهة التي سأذهب لها، أو في مكان خال من المستشفيات.

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة لاسترواح الصدر فلم تذكر إن كان قد ذكر لك الأطباء أن هناك سبب له، مثل وجود فقاعات في الرئة، أو لا يوجد أي سبب؟ وأهم شيء لا بد وأن الأطباء قد ذكروا لك: أن سبب ذلك هو التوقف عن التدخين، فهو من أهم أسباب تكرر الاسترواح، وكذلك يمكن مع المدى البعيد حصول انتفاخ في الرئة من التدخين، وهذا يؤدي إلى تكرر حصول استرواح الرئة.

إذا تكرر استرواح الرئة، فإن هناك إجراء جراحي، وهي عملية التصاق جدار الرئة بالجنب، وهذا يقلل تكرر استرواح الرئة، ومن الصعب معرفة متى يعود استرواح الرئة، فمعظم الأحوال لا تحتاج إلى أي تدخل إلا إذا كانت نسبة الهواء في غشاء الجنب أكثر من 50%، وأنت لم تذكر إن كان قد تم عمل أي شيء في المرات السابقة، أم أنه قد تم الشفاء بشكل عفوي، على كل حال فإن أهم إجراء أن تحمي جسمك من التدخين الذي ستحاسب عليه أمام الله تعالى، فكما تعلم فإنه ليس فقط أن التدخين يكلفك المال، فهو ضرر للجسم، وقد حرمه علماء الأزهر.

أما الشد العضلي في الرقبة فهو شائع جدا، ويمكنك التأكد من أنه شد عضلي، ذلك بأن تميل رأسك ورقبتك إلى الاتجاه الآخر أي للجهة غير المؤلمة، فإن زاد الألم في جهة الألم، فإنه شد عضلي، وعادة ما يخف الألم إن أملت الرأس إلى الجهة المؤلمة، ورفعت الكتف.

والسبب في هذا الألم أو الشد العضلي هو الجلوس الطويل على الكمبيوتر، أو الموبايل، أو الجلوس في وضعيات معينة لفترة طويلة، وخاصة القراءة في الفراش، فإن كل هذا يؤدي إلى شد عضلي قد يكون في طرف واحد، أو في الطرفين، وقد يكون في جانب الرقبة، أو في أعلى الرقبة، وقد ينتشر إلى أعلى، أي إلى أعلى الرقبة، وإلى الرأس مسبباً صداعاً.

وأهم شيء في العلاج في مثل هذه الحالات هو مراقبة الوضعيات التي تزيد من الألم، أو تحدثه وتجنب هذه الوضعيات غير الصحية للرأس والرقبة، وإجراء علاج طبيعي للتخلص من الشد، وإلا فإن استمرار هذا الوضع، وإرهاق عضلات الرقبة بالوضعيات التي ذكرتها، والاستمرار بالجلوس على هذه الأجهزة وأنت منحنِ الرقبة فإن الأمور قد تستمر سنوات طويلة، وكلما طالت المدة على الشد العضلي فإن عودة الأمور إلى الوضع الطبيعي تتطلب سنوات، وقد لا تعود في بعض الحالات، وتبقى الرقبة عرضة لهذه الآلام كلما زاد الجهد عليها.

لذا عليك بمراجعة العلاج الطبيعي؛ لإجراء تمارين للرقبة لتمديد العضلات وتقويتها، ثم يمكن أن تجريها بنفسك، والأدوية تسكن الآلام، ولكنها دون تصحيح وضعية الرقبة لن تحل المشكلة.

نرجو من الله الهداية والعافية الدائمة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً