السؤال
السلام عليكم
أعاني من بعض القلق والخوف والتفكير الحريص لكل شيء، وأعمل جاهدا لتطوير نفسي وتكوين شخصيتي، وأنجح بالفعل بذلك لفترة معينة إلى إن تأتيني حالة غريبة تخرب علي ما بنيت.
تأتيني حالة أشعر فيها بعكر المزاج الشديد، والذعر، وفقدان الثقة بالنفس، وكأنها تقوم وبغرابة بنقلي من حالة الشخص الطبيعي الذي يثق بنفسه وبإمكانياته إلى شخص ضعيف جدا مشتت التفكير لا يستطيع التركيز ويفكر بنقاط ضعفه، حتى أني أجد صعوبة كبيرة بوصفها، بالرغم من أني أحاول الكتابة الآن بعد اشتدادها بـ 5 دقائق، فلا أعلم هل هي نوبة ذعر أم اضطراب أنية أم نوبة اكتئاب أم ماذا؟ وكيف لها أن تكون بهذه الحدة؟
أشعر وكأن مزاجي مقرف و(ملخبط)، وبأني لا أقوى على تجميع أفكاري، كل ما أريده هو الاسترخاء، وكأني خارج من مصيبة أتعبت تفكيري وأنهكت قوتي النفسية، المشكلة الأكبر هي أنها تأتي وبقوة وتتركني بحالة سيئة، أحتاج بعدها بوقت طويل لتجميع قواي والوثوق بنفسي من جديد، وهذا بحد ذاته أحيانا يصيبني بالكآبة ويضعف من شخصيتي؛ لأني عندما أنجح في القضاء على مخاوفي والقضاء على الماضي تأتيني هذه الحالة لتدمر كل شيء!
ما هو بالضبط هذا الذي يحصل معي؟ أشعر وكأن تلك النوبة تأتي بشكل دوري وأخاف أن تتقارب الفترات التي تأتي بها، أقوم بأخذ سيبرالكس الآن بعيار 20 للاكتئاب والقلق، علما بأن النوبة كانت تأتي بشكل أقوى عندما كنت آخذ عيار 10 فقط، ولكن لا أشعر بأن الدواء سيقوم بإيقاف تلك النوبة من الإتيان أو حتى يباعد فترات إتيانها.
حتما النوبة لا تستجيب للتفكير الإيجابي أو طرق العلاج المعرفي السلوكي فقط بوقتها، فإتيانها يكون مهيمن ومسيطر على النفس، أشعر وكأن الدواء يساعد قليلا في تقليل أعراضها ولكن لا يعالجها جذريا.
ما أعنيه هو أني أشعر بأن تلك النوبة بحاجة إلى دواء كأدوية مثبتات المزاج التي تقوم بتخفيف حدة النوبة ومباعدة فترات إتيانها، أي محاولة علاجها جذريا، فهل السيبرالكس يقوم بنفس العمل هنا؟ هل هناك طريقة للقضاء على تلك النوبة نهائيا؟
طرق الاسترخاء والدواء تفيد بتقليل حدتها قليلا كما ذكرت، ولكن لا يزال تأثير النوبة يكون مطبوع بالنفس ونوبة بعد أخرى تتعبني أكثر وأكثر في استعادة طاقتي النفسية وشخصيتي وخاصة عندما تأتي بلا سبب!
آخر نقطة أود ذكرها لا أعلم إن كان ما سأذكره صحيحا، ولكن ربما لاحظت بأن تلك النوبة تأتي أكثر عندما أقوم بالوثوق بنفسي أكثر والعمل على تطوير ذاتي ومحاولة السيطرة على أفكاري ومخاوفي أكثر، كرد فعل أو مقابل، فهل هذا بالفعل يكون رد فعل عكسي عندما يحاول الإنسان مقاومة القلق والاكتئاب والوساوس بجدية؟
أحتاج لنصائح وحلول بارك الله بكم، وإن أمكن التوصية بخطة علاجية معينة سواء دوائية كانت أم نفسية.
وشكرا جزيلا.