السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة بالعشرين من عمري، أعيش في ألمانيا منذ ثلاث سنوات، أصابتني فيها حالة من الإحباط بسبب اللغة والدراسة هنا، وعلى الرغم من أنني تفوقت، إلا أن الإحباط ما زال يرافقني، وأشعر بالفشل طوال الوقت، أخاف الاختلاط بالناس، والخروج من المنزل، وعندما أتحدث مع أحد يصبح وجهي محمرا للغاية، وأشعر بحرارتي ترتفع، حتى لو كان الشخص امرأة أو عجوزا، أو حتى شخصا أعرفه مسبقا، وأنا خجولة بطبعي، وزاد عندي لدرجة أنني فقدت ثقتي بنفسي، وبدأ الاكتئاب يلازمني طوال الوقت، مع شعور بالحزن دائم والفشل، والخوف من المستقبل، والخوف من الابتعاد عن الدين، والقلق على أهلي.
لقد وصلت لمرحلة كبيرة من اللامبالاة، وأصبحت لا أهتم بشيء، لا أهتم بدراستي، ولا بصحتي، ولا بأهلي، ولا حتى بديني، لكن كل الذي أفعله هو القلق والتفكير الزائد والبكاء بلا سبب، وعند سماع القرآن تتردد ببالي أفكار ووساوس كثيرة، مثل لماذا أستمع له؟ أو لماذا لا أغلقه فحسب، مع تثاؤب شديد، لدرجة نزول دموع مثل البكاء.
وأيضاً تراودني كوابيس مزعجة للغاية ومخيفة، وأحلام عن خلعي للحجاب، ورؤية الناس لشعري، وبكائي، وحزني بسبب هذا الأمر في الحلم فأنهض خائفة، وأقرأ بعض القرآن، ومن ثم أعود لحالة البعد عن الدين، وأفكر فقط داخلياً لماذا أنا لا أصلي؟ ولا أفعل شيئا للتقرب من الله مجدداً؟ أفكر فحسب وأكتئب، ولا أفعل شيئا.
لقد تعرضت للكثير من الضغط سابقا بحياتي، لكنني استطعت الصمود، وإكمال حياتي بتفوق، والآن رغم أنني مرتاحة كلياً فإن حالتي النفسية تأبى التحسن، أشعر وكأنني أضيع نفسي وحياتي، أشعر بالتشويش والضياع.
أرجو المساعدة.