السؤال
السلام عليكم
أنا طالبة طب بشري في السنة الثانية، السنة الماضية قبلت في الجامعة وسافرت من حيث ما كنت أقيم مع أهلي إلى بلدي لدراسة الطب، وعانيت جداً من الدراسة والبكاء بسبب البعد عن الأهل والعيش لوحدي!
المشكلة أنني إلى الآن وأنا لم أتأقلم، فكل يوم يصيبني البكاء والخوف من المواد بسبب صعوبتها وضخامتها، وأنا لا يكفيني الوقت، حتى إني عندما أعود من الجامعة وأدخل للغرفة وآخذ قيلولة أستيقظ وقلبي يرتجف وخائفة من مواجهة الدروس، عندما يرن المنبه أتوتر، لا أريد أن أقوم، ليس لي الرغبة.
إلى الآن أتذكر أهلي طول اليوم وأبكي عليهم كل يوم بكاءً شديداً، كنت في السنة الماضية أتصل بهم وأبكي، لكن أشعر بالذنب بعدها، بأنني أسبب لهم القلق بشأني، فأصبحت الآن أبكي مع نفسي بشدة وأحاول أن لا أظهر لهم ولكنني أتألم بشدة، لا يمكنني ترك الدراسة والذهاب لهم، وبنفس الوقت حياتي متعبة، أحس بأنه سيصيبني شيء من كثرة الحزن والبكاء والخوف الذي أنا به.
إنني هكذا منذ أن كنت في المدرسة، فعندما تبدأ كل سنة جديدة ونبدأ الدراسة أكتئب وأبكي من الدراسة لكنني كنت متفوقة جداً، كيف لنفسيتي أن تتحسن؟ كلما أفكر بأني بعيدة عن أهلي وأنني لن أراهم إلا شهرين في السنة أصاب بنوبة اكتئاب وبكاء، والمواد تتعبني.
لقد دخلت هذا المجال لأرفع رأسهم، وأعلم أني لو تركت الدراسة وعدت لن أكون سعيدة، وإن استمررت في حياتي هكذا أيضا لن أكون سعيدة، لا أعرف ما ذا أريد، لا أفهم نفسي حقاً، لا أردي هل أنا مصابة بالاكتئاب؟ ولماذا حالتي النفسية سيئة دائماً؟
أتذكر كل ذكرياتي مع عائلتي وطفولتي وأقول لنفسي هل سأبتعد عنهم طول الحياة هكذا؟! فأنا متعلقة بهم جداً، ولا أعلم ما الحل؟ أحس بأنني لا أريد أن أواجه أي صعوبة، أريد كل شيء أن يكون سهلاً ومريحاً، ولا يوجد شيء كهذا في الحياة أعلم ذلك.
منذ أن دخلت المرحلة المتوسطة حالتي النفسية تزداد كل سنة سوءاً.
كنت دائماً ما أفكر في حال عائلتي حيث أنه كان يكثر الشجار بين أمي وأبي، وأفكر في الدراسة، وفي آخر سنوات المرحلة الثانوية كنت وأنا أدرس، فجأة يأتي في ذاكرتي كل الأحداث المحزنة، وذلك يشتتني عن الدراسة.
الآن أنا في هذه الحالة، ولا أريد أن أترك دراستي، وأريد أن أكون بجانبهم ولكن كيف؟
كل يوم أحاول الاقتناع ولطالما شجعني أمي وأبي حيث إنهم أطباء أيضاً، وقالوا لي ستتأقلمين، وأن الحياة لا تعطي للإنسان كل ما يريد، فأنت درست في الكلية التي حلمت بها لكن تغربت.
أشعر بالأسف عليهم دائماً، ويقلقون بشأني ويحاولون إسعادي بشتى الطرق، لكن أنا كما أنا، لا أدري، فأنا حقاً لا أعلم ماذا أريد ولا أعلم ما الحل؟
شكراً جزيلاً.