السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوجة منذ سنة وبضعة أشهر، زوجي من خيرة خلقِ الله دينًا وخلُقًا، أحبه ويحبني. وننتظر مولودنا الأول.
مشكلة زوجي في طباعه، وأكثر ما يحزنني أنه لا يعير كلامي أي اهتمام، وحين أطلبه للنقاش في مسألة نختلف فيها، أو حينما أريد أن أخبره بما يزعجني أرى بأنه لا يستمع ولا يهتم لما أقول، فإن كان ما بيننا اختلافًا في الرأي يصد الباب ويرفض النقاش، وإن كانت مشاعر أريد الإفصاح عنها يسمعني دون أن يخفف الألم أو يهتم، وينتظرني حتى أنهي ما أريد قوله، وكأن شيئًا لم يكن.
أنا فتاة تربيت عند والدي على النصيحة، لا أستطيع كتم أمر أحتاج فيه إلى رأي أو مواساة، تربيت على يد رجل يحمل عني الهم والكدر، وأنا أعلم أن الزوجة لا ينبغي أن تكون كالبنت في دلالها، فأنا زوجة وعندي مسؤوليات الآن، ولكني لا أستطيع مقاومة ضعفي حين يجتاحني، ولا أستطيع إظهار قوتي بدون مساندة زوجي، وهو يعلم ذلك، ورغم ذلك لا يعطيني فرصة للكلام.
سألته بوضوح منذ فترة وقلت له: هل تستطيع أن تخبرني عن شخصيتك؟ هل هي من النوع الذي يقبل النقاش أم لا، حتى لا أكلفك ما لا تطيق؟ فأجاب باختصار: لا، هذا الأمر صار يحول دون سعادتنا في البيت حتى سيطر علينا شعور القلق والحزن.
وأنا أفكر إن كانت حياتنا بهذا القدر من عدم الاهتمام والاحترام، فكيف ستكون حياتنا بعد أن يرزقنا الله بطفلنا -إن شاء الله-؟ لأني أعتبر عدم تقديره لكلامي قلة اهتمام وعدم احترام لي.
يعز عليّ أننا نملك نفس الرؤية والأحلام والأهداف، أنعم الله علينا بالكثير من الأشياء التي تستحق أن نعيشها بعيدًا عن الكدر، ولكن ما الحيلة؟
طلبت منه أن يسمعني قليلًا يوم أمس، وأخبرته أنني أختنق وإن لم تستمع لي فمن يسمعني؟ هل تقبل أن أعود إلى والدي، أو إحدى أخواتي للحديث معهن؟ قال: لا، قلت: طيب هل أتحدث لأحد أفراد أسرتك؟ قال: بالتأكيد لا، وهو يعلم جيدًا أنني لن أقدم على هتك أسرار بيتي لأي مخلوق كان، فقلتُ: طيب لمن أتحدث؟ فقال ببرود مميت: لله.
زوجي مقتنع تمامًا بأنه غير مخطئ بتصرفاته، وحينما أقول له إنني أمانة في عنقه سوف يحاسبه الله عليها، يقول: الحمد لله أن أمرنا بيد الله وليس بيد عباده، وأنا أطمع في رحمة الله فوق كل شيء، بذرة الخير فينا موجودة، زوجي لا يستحق التوبيخ الكبير حيال ما يصنع، وأنا لا أستحق هذا الجفاء الذي يعاملني به، أستحلفكم بالله أن ترشدوني للطريق، ضعت وتشتت أفكاري.
والسلام عليكم ورحمة الله.