السؤال
السلام عليكم.
أبي وعمي الوحيد تزوجا أختين، ورزقهم الله بالذرية والمال، وسافرنا إلى بلاد عربية، لكن رغم السنوات التي قضيناها لا تعرف أمي أي سيدة أو صديقة أو حتى جارة، تمحورت حياتنا داخل المنزل عدا الخروج للمدرسة أو الضروريات.
أبي يحمينا بطريقته الخاصة، لكنه لا يعلم أنه قد زرع فينا رهاباً اجتماعياً، وخوفاً من الخروج أو التحدث، ليست المشكلة هنا، المشكلة أن بنات عمي قد خطبن لإخوتي، وكما جرت العادات فأنا يفترض علي الزواج من ابن عمي الذي يصغرني بعام والذي لا أريده، رغم خلوه من العيوب كما قالوا لي تحت الضغط النفسي!
قال أبي: إنه لن يجبرني على أي شيء، لكن رفضي سيخزيه وسيغادر البلاد ويترك الأمر لإخوتي، وأمي تقول: إنني سأدمر العلاقة ما بين عمي وأبي وما بينها وبين أختها، وقد لا يتم زواج أخواتي، وسأصبح عانساً وخادمة لهن، وسيتحدث الناس عنا أنهم يرون مصلحتي بقرب ابن عمي.
أمي تصفني بالمتكبرة، لكني لا أريده بمعنى الكلمة، ولا أريد الزواج من داخل العائلة، فهو انتقال من زنزانة لأخرى! ولا أريد إنجاب الأبناء، أريد كفالتهم ولن يسمحوا لي.
لا زلت في بداية العشرين ولا يهمني تزوجت أم لا، ولا يهمني حتى حديث الناس، ولا قذفهم، وسأعمل من أجل نفسي، لكني أخشى على أبي وأمي من المرض والقهر أو حتى الموت -لا قدر الله-، فالموضوع كبير بالنسبة لهم.
وقد بدأ الحزن والهم يظهر عليهم، هل أنا أقتلهم برفضي؟ أمي ستغضب علي، ماذا عني؟ سيكون زواجي كالعزاء! لا أريد أن أظلم الرجل بزواجه من فتاة لا تحبه، ماذا أفعل؟ لا أستطيع محادثة أحد، فأنا لا أثق بأي أحد منهم!