السؤال
السلام عليكم
أنا طالبة طب في السنة الثانية، على بعد خطوات من السنة الثالثة -إن كتب لي الله النجاح-، بعد صدور نتائج البكالوريا وتفوقي اخترت الطب دون تفكير، ولا حتى استخارة خوفاً أن لا أرتاح له.
الآن تأتيني وساوس عديدة أن أترك الطب لمن هو أهل له، فلا أرى أنني أستحقه صدقاً، أضف إلى ذلك أنني مصابة بعين وحسد شديدين، وقد اكتشفت هذا مؤخرا، وأنا ماضية في طريق العلاج.
أشعر بتناقض داخلي، فأحياناً أرى أن الطب لو لم يكن من نصيبي لما كتب لي الله التوفيق في البكالوريا، ثم ما ألبث أن أرى حالي وما آلت إليه نفسي من كره للدراسة، وكسل عنها ونفور منها، وملل وفشل يتبعه فشل، فأقول: هذا ليس إلا من العين والحسد، ولو لم أكن مصابة بذلك لكنت ما كنت في السابق، خاصة بعد أن أرى أنني في أسفل الأسفلين، بعد أن كنت ذات يوم على رأس قوائم الناجحين، ومن كنت أفضل منهم تحصيلاً سبقوني بأشواط -جعلني الله منهم-، فأقول: إن الله يعاقبني لا محالة لأنني لم أستخره، ولم أسأله عما هو خير لي، فأقبلت متجاهلة.
أحياناً أبيت الليل باكية ومتحسرة على نفسي التي كانت قبل البكالوريا، فأقول: هذا الطريق ليس لي، ولو كان كذلك فلِمَ ألقى كل هذا الفشل، ثم أقرر المضي رغم ما أعانيه، فما زلت لا أرى نفسي إلا طبيبة، أنا على هذه الأفكار منذ سنتين، وما زلت بالبكاء كلما حانت فترة الامتحانات.
ما ذا ترون من خلال ما كتبت؟ هل أنا غير سوية نفسيا، أم أنها من وساوس الشيطان، أم أن ما أظنه ربما هو صحيح؟
أفيدوني بنصحكم وتوجيهكم، جزاكم الله خيراً.