الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحد من المشاعر الخارجة عن إرادة الإعجاب

السؤال

السلام عليكم

أنا أحب المشاركة بالأعمال الطلابية والتطوعية في الجامعة، لِما لامست من نفعها للغير، ومن فتحها لي باباً في الدعوة إلى الله، وبحمد الله بيئة العمل الطلابي الذي أنتمي إليه سِمَتُهُ الالتزام، والتعامل بالحدود الشرعية بين الذكر والأنثى.

الأمر هو أنّي أشعر بداخلي بالإعجاب اتجاه شاب معنا في الكلية، لما رأيت منه الالتزام والخلق الرفيع، وقربه من الله سبحانه وتعالى، والله أعلم بذلك.

الشعور بالإعجاب يزداد يوماً بعد يوم، وهذا الشعور يضايقني جداً، وأحاول أن أبعده عن نفسي، وأن أبتعد عن الأماكن التي من الممكن أن يتواجد فيها هذا الشاب، حفاظًا على حيائي والتزامي، ولكي لا أجعل هذه المشاعر تنمو أكثر فأكثر، وخوفاً من الوقوع قيما لا يرضي الله سبحانه وتعالى، ولكن في بعض الأحيان قد أصادفه خارجاً عن إرادتي، وأشعر أن بداخلي مشاعر غير مفهومة، ومحاولتي في بعض الأحيان للفت انتباهه اتجاهي بالرغم من سعيي لمنع ذلك واجتنابه، ولكن في بعض الأحيان أشعر أنني غير قادرة على السيطرة على هذه المشاعر كما أريد وكما يجب.

أنا أعلم أن الإعجاب بشخص ليس معياراً وحيداً لاختيار الزوج الصالح المناسب، وأدعو الله في كل وقت أن يغنيني بحلاله عن حرامه، وأن يبعدني عن المنكرات، وأن يجمعنا بالخير إذا ما كان فيه الخير.

أنا أقدر أحياناً بُعد فكرة الارتباط ليتسنى لي إكمال دراستي، ولصغر مرحلة عمري، ولكن هذه المشاعر نفسها تضايقني دائماً، وتشتت أفكاري، وأشعر أنها بعض الأحيان تنقص من التزامي وتديني، وأنا لا أريد هذا.

أريد حلاً لإيقاف أو الحد من هذه المشاعر الخارجة عن إرادتي، والحكم الشرعي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hadeel حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذه المشاعر العظيمة والنبيلة التي دفعتك للسؤال، فاستمري في الخوف من الله ومراقبته، وحافظي على ما وهبك الله من حياءٍ وخيرٍ ودينٍ.

لا شك أن وجود النساء مع الرجال تنتج عنه مثل هذه المشاعر، وهنا تتجلّى حكمة الشريعة التي تُباعد بين أنفاس النساء وأنفاس الرجال حتى في دور العبادة وأماكنها، فتجعل خير صفوف النساء آخرها لبُعدها عن الرجال، وعليه: فنحن ندعوك إلى تفادي الأماكن التي فيها الشاب المذكورة وبقية الشباب أيضًا، وانحازي على مجموعة الفتيات، واجتهدي في أن يكون عملك والتعاون مع بنات جنسك بالدرجة الأولى، فإذا اضطررت إلى أن تتعاملي مع رجل فينبغي أن يكون وُفق الضوابط الشرعية التي حددتها هذه الشريعة، دون خضوعٍ في القول، والكلام بالقدار المطلوب، وأن يكون الكلام في المعروف والمقبول من الناحية الشرعية.

نحن سعدنا جدًّا بمدافعة هذه المشاعر السالبة، وسعدنا أيضًا لفهمك أن مجرد الإعجاب غير كافي لتأسيس حياة زوجية، فقد يُعجب الشاب بفتاة أو تُعجب الفتاة بشاب ولا يعني ذلك أن المسألة ستنتهي إلى النهايات التي يتوقعها الناس، فقد يُعجب بهذه ويُعجب بالأخرى لاجتهادها ولحرصها، ونحن سعداء جدًّا لهذا الفهم منك، لأن الأصل أن معظم البنات تنخدع وتظن وتركّز على مثل هذه النماذج، وفي نهاية المطاف تجد نفسها متورّطة، وتجد أن الشاب لم يكن يعنيها، وأن الشاب أصلاً مرتبط، أو أسرته قد حدّدت له الاتجاه الذي يريدوه.

عليه: ندعوك إلى ما يلي:
أولاً: تفادي القُرب من الشباب.
الأمر الثاني: الانحياز إلى البنات.
الأمر الثالث: الحرص على غض البصر.
الأمر الرابع: الاستمرار في مدافعة المشاعر المذكورة.
الأمر الخامس: الحرص على الانشغال بالدراسة وبغيرها من الأمور.
الأمر السادس: عدم التمادي مع الأفكار في هذا الاتجاه، فإن العواطف عواصف، إذا لم يحكمها الإنسان.

نسأل الله أن يُهيأ لأبناء الأمة والبنات بيئة تعليمية تُتاح فيها أماكن خاصة للبنات وأخرى مثلها للشباب، حتى نُعين الجميع على رضا الله تبارك وتعالى، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونكرر سعادتنا لهذه المشاعر الإيمانية ومشاعر الخوف من الله، المشاعر التي أزعجتك وجعلتك تكتبي إلينا، وهي في مكانها، فاتق الله واغتنمي فرصة الصيام في تنمية هذه المشاعر وروح المراقبة لله تبارك وتعالى، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً