السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبلغ من العمر 20 عام، رزقني الله بأبوين محبين، يخدمانني بكل شيء ولا يدعاني أساعد بأعمال البيت ولا بأي شيء، ويحققان لي ما أتمنى، كل ما يريدانه أن أصبح ناجحة، أنا ابنتهما الوحيدة وقد من الله علي من فضله كثيراً وسترني رغم معصيتي له، حيث دخلت كلية من الكليات التي يطلقون عليها لقب كليات القمة، ولكنني ومنذ المرحلة الإعدادية أعاني من التوتر النفسي السيء، حيث يتقلب مزاجي بسرعة وأصبح عصبية ولا أستطيع السيطرة على نفسي، وأخاف كثيرا، ويصبح تفكيري سلبياً، وأقلل من قيمة نفسي ولا أؤدي ما علي من مسؤوليات، وأقارن نفسي بالآخرين، أن صديقتي أفضل مني ومعدلاتها أعلى وأني كنت ناجحة.
والداي يصعب عليهم ما آلت إليه نفسي فينتقدانني نقداً يؤدي بي إلى البكاء الحاد حتى يقال لي أن شخصاً ما قد توفي لك، لماذا كل هذا البكاء؟ وأدى ذلك إلى عدم انتظام دورتي الشهرية، وأرق، وارتفاع نبضات القلب، والتفكير الزائد، وأصبحت أتحسس من أي شيء يقال لي على أساس أنه نقد، وأنفعل لمجرد أنه يتم وضعي تحت ضغط كبير في الدراسة، فعندها أهرب ويأتي الموضوع بطريقة عكسية، حيث أنني أقطع شعري وآكله، وأفعل هذا تلقائيا عندما أتوتر، وحتى أنني وقعت في مأزق الإباحية! وأشعر بالذنب الشديد، وجلد الذات، وتأنيب الضمير، وقد وضعت جدول العادات الشهرية وتحديت نفسي أن أقلع عن هذا الشيء المحرم؛ لأن هذا لا يتناسب مع شخص عاقل يخشى الله ويعلم أنه من كان له شعر فليكرمه، وأنني أتهرب من المسؤوليات ولكنه ضاقت بي تلك الحياة.
أشعر أن الله لن يقبلني ولن يقبل التوبة من عبد يجاهر بفعل المعاصي ثم يدعوه على أمل المغفرة ثم يعود لما كان عليه، و للصدق فلقد حاول معي أهلي أن أهدأ وأكف عن التوتر، لأنني أصاب بنوبات هلع لا أستطيع التحكم بها، أبكي بهستيرية، وأظل أتمتم بأنني فاشلة ولا أصلح لشيء، وأن كل من حولي من زملائي سيتفوقون وأنا لا، وأني لا أستحق هذا المكان الذي أنا فيه ولا تلك المصاريف التي تصرف علي؛ ولأنني شخص غير مسؤول لا يستحق أي شيء مما هو فيه، وأصدقائي ينعتونني بالمدللة، ويتهمونني بأنني أدعي المشاكل، وأنه لا يوجد لدي منها، أشعر أن مشكلتي تكمن في تفكيري السيء وأفعالي الخاطئة، لا أربد أن أخسر عائلتي ولا نفسي ولا رضا ربي، أريد الإقلاع عن جل ما وقعت به.
جزاكم الله خيراً على الاستماع، وأرجو الرد في أسرع وقت.