الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا زلت أعاني من التبول اللاإرادي مما يمنعني من التفكير في الزواج

السؤال

أنا فتاة عمري ٢٢ عامًا، أعاني من التبول اللاإرادي الليلي منذ الصغر، لقد قمت بإجراء العديد من الفحوصات الطبية، ولم يكن هناك مشاكل طبية، وأخذت العديد من الأدوية التي كانت تحل المشكلة لفترة معينة، ثم تعود، أخذت أدوية مثل (مينيرين، ديترويان) وشربت العديد من الأعشاب، جميعًا كانت تعطي مفعولاً إيجابيًا لفترة معينة، ثم تعود المشكلة، مع أنني كنت أستمر في شرب الدواء.

نومي عميق جدًا، عندما يصيبني الأرق لا أبول ليلاً؛ لأنني أدرك عندما يجب علي الذهاب للحمام، ولكن في الأيام الطبيعية نومي عميق جدًا، ولا أستطيع ملاحظة أنه يجب عليّ الاستيقاظ للحمام، كما أن هذه المشكلة وراثية، حيث إن أمي كانت تعاني منها، والآن أخي الصغير أيضًا يعاني منها حاليًا.

أرجو مساعدتني حيث إنني أجريت العديد من الفحوصات، وأخذت العديد من الأدوية، ولم تحل المشكلة.

هناك شاب يريد الزواج مني، ولكنني لا أستطيع التفكير بالموضوع قبل حل هذه المشكلة، أرجو منكم أن تساعدوني في حل هذه المشكلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Raghad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بنيتي العزيزة: إنه من النادر أن يستمر التبول اللاإرادي إلى مثل عمرك الحالي، وذلك حتى في ظروف الحالات الوراثية، لذلك فقد تكونين تعانين أيضًا من ظاهرة المثانة مفرطة الحركة، وهنا أنصحك بزيارة طبيب المسالك البولية المتخصص في أمراض التبول والمثانة العصبية، وهنا قد يقوم الطبيب بإجراء فحوصات شاملة مثل تزريع البول، وفحص ديناميكية المثانة، وبعدها يتعين عليك الاستمرار في تناول المينيرين، لما له من فائدة في تنشيف الجسم، وتقليل التبول الليلي، وإذا ما تم تشخيص المثانة مفرطة الحركة، فإنك قد تحتاجين إلى تناول دواء مثل السولفنياسين ونحوه.

وهنا أنصحك بمراجعة كمية ما تشربين من ماء وسوائل، وأن تحرصي على أن لا تزيد الكمية عن لتر ونصف يوميًا، ويكون معظمها في فترة الاستيقاظ، وأن تتوقفي عن شرب الماء لمدة لا تقل عن 3 ساعات قبل النوم.

كما يتوجب عليك أيضًا العمل على التعود على الاستيقاظ بسهولة، وعدم الاستسلام للنوم العميق، ويمكن أن يتم هذا بضبط المنبه، أو الطلب من أحد أفراد الأسرة بأن يوقظك بعد 3 ساعات من النوم، وحينها لا بد من أن يتأكد من استيقاظك الكامل، ومن ثم بعدها التوجه إلى الحمام لتفريغ المثانة.

ويمكنك أيضا أن تجربي بعض الأشياء الأخرى مثل: تناول القهوة بكثرة، وغيرها من المنشطات، والتي قد تساعدك على التغلب على النوم العميق.

وهنا يجب عليك أن لا تغفلي الجانب النفسي والروحي والإيماني، فأطلب منك بنيتي بالتوجه الصادق إلى الله تعالى بالتوسل والدعاء الصادق، وأن لا تستسلمي للأفكار السوداوية النابعة من الشيطان.

وأرجو منك العمل على استقدام الأفكار الإيجابية، ورفع الهمة والعزيمة على التغلب على هذا الشيء، ولسوف تدهشين بالنتيجة بإذن الله، فحتى المدمن يمكنه التغلب على متاعبه.

ومن خبرتي فإن كثيرًا من الأخوات وبعد الزواج تنتهي عندهن هذه الظاهرة، ولا أعلم بالضبط السبب في ذلك، ولعله الإحساس بالمسؤولية، أو تغيير نمط الحياة، مما قد يؤدي إلى انخفاض النوم العميق، وانحسار هذه الظاهرة. وعموماً إذا اتبعت النصائح السابقة، فلن تكون هناك مشاكل، ومبارك مسبقًا.

نسأل الله لك أن يحيطك بعنايته، وأن يكتب لك حياة زوجية سعيدة ومباركة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً