الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشخصية الحساسة وعدم الثقة في النفس

السؤال

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسأل الله أن يبارك في موقعكم هذا، ويجعل عملكم الرائع رصيدا لكم يوم لا ينفع مال ولا بنون.
أنا امرأة أبلغ من العمر خمساً وعشرين عاماً، متزوجة ولدي أربع أطفال، متفاهمة جداً مع زوجي والذي أملي عليه الآن هذه الأشياء:
1ـ أعاني من العصبية أغلب الأوقات.

2- أشعر بعدم الثقة بنفسي أمام أهل زوجي وأقاربه، بعكس ذلك أمام أهلي وأقاربي.

3- أتردد كثيراً في القيام بالأعمال، مثل شراء الملابس (زوجي أيضاً كذلك).

4- أسوف كثيراً في واجباتي ثم أندم ( زوجي أيضاً كذلك).

5- أشعر أن ما أطبخه غير جيد أبداً، وأفضل طبخ غيري، رغم أن زوجي يؤكد عكس هذا، ويحب ما أطبخ كثيراً.

6- أعاني من البطء في عمل البيت، فعمل يجب إتمامه بنصف ساعة لا أتمه في أقل من ساعة.

7- عندما يواجهني نقد أفكر فيه لأيام، ولا أستطيع ترك التفكير، مما يثير أعصابي ويدفعني إلى البكاء.

8- لا أحب الخروج من المنزل إلا مع زوجي، وأحتقر نفسي كثيراً عندما أخرج وحدي.

وزوجي يعاني من الاكتئاب والوسواس القهري منذ سنوات، ويتناول علاجاً نفسيا، منذ سنوات ووضعه النفسي مستقر.

أرجو ألا تهملوا رسالتي، ولدي أشياء أذكرها باختصار:

أشعر بأني أم فاشلة، رغم أن الناس حولي يشهدون بسعادة أولادي واستقرارهم النفسي، وزوجي يقول: أنا ناجحان في تربيتهم حتى الآن.
أشعر بتقصيري مع زوجي، أما هو فيركز أن التقصير فقط في ترتيب المنزل، ويعذرني في ذلك بسبب وضعي النفسي.

أردد بيني وبين نفسي أني فاشلة، وأحمد الله أني تابعة لرجل أرتاح حين يتخذ قرارا، ولو كنت أرى أن هذا القرار ليس في مصلحتي!
أفكر كثيراً في مستقبل أولادي، وكيف سيواجهون الحياة، فأشعر بضيق شديد وأبكي!
طفلتي الكبيرة تعاني من بعض ما ذكرت، ولدي طفلة أجريت لها عملية استسقاء دماغي منذ سنتان، ووضع لها تحويلة دماغية (شفط) ووضعها مستقر والحمد لله، ووالدها متعلق بها جدا!

نحن عائلة ملتزمة والحمد لله، نؤمن بالله، وزوجي يحمل حديث النبي صلى الله عليه وسلم شعاراً: (إذا أراد الله بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق).
وضعنا المادي أقل من الوسط بقليل، ولسنا فقراء والحمد لله، وعلاقتنا مع الغير متميزة، ولا نوصف بالسوء غالبا، زوجي يهتم بي، ويطلب مني مراجعة طبيبة نفسية، وأنا لا أشعر بغضاضة في ذلك إلا أني لا أحب تناول الأدوية بكافة أشكالها.
أنا وزوجي نقدر لكم إن اطلعتم على مشكلتي وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن تكونوا عند حسن ظننا بكم بأنكم لن تهملوا رسالتي هذه، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ناصر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أستطيع أن أقول من مضمون رسالتك أنك والحمد لله تعيشين حياةً طبية مع زوجك، ولا شك أن التمسك بالدين يجمل حياة الأسر.

الأعراض التي أفقدتك الثقة في نفسك هي في الحقيقة ترجع لفرط الحساسية التي تتصف بها شخصيتك، مما جعلك كثيرة الميول لتذكر السلبيات البسيطة في حياتك.
ولا شك أن هذه الحساسية الشديدة في شخصيتك والتفكير السلبي أديا إلى شعورٍ بالإحباط، واهتزاز الثقة.

الكثير من النساء لديهن عدم ثقة أمام أهل الزوج، وتحفظات أخرى كذلك، لكن وقع هذا الأمر يكون أكثر شدة على الشخص المفرط الحساسية، وعليه أرجو أن تأخذي الأمور ببساطة أكثر، وأن تركزي على الجوانب الإيجابية في حياتك، وهي من الواضح أنها كثيرة.

بالرغم من تحفظك حيال تناول الأدوية النفسية، إلا أني أرى أنها ضرورية بالنسبة لك، خاصةً وأنه الآن توجد -والحمد لله- أدوية بسيطة وسليمة جداً.
فأرجو أن تتناولي كبسولة واحدة فقط في اليوم من الدواء الذي يُعرف باسم بروزاك (Prozac) وصدقيني أنك سوف تجدين أن حياتك ومشاعرك قد تغيرت كثيراً، وسوف تنتهي العصبية والحساسية والإحباط، وحتى البطء في أداء الأعمال المنزلية، والمدة المطلوبة للعلاج هي أربعة أشهر.

والله الموفق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً