السؤال
السلام عليكم.
عمري قارب على الأربعين ولم أتزوج، رغم أنني كنت أنوي الزواج قبل 15 سنة، وقتها تقدمت لخطبة فتاة وكنت في السنة الدراسية الأخيرة، وكان أهل الفتاة مترددين في قبولي؛ لأني لم أكمل دراستي بعد، مشكلتي هي أنني بسبب انشغالي وخوفي من ضياع من أحب لم أتمكن من الدراسة في السنة الأخيرة، وبذلك لم أنجح، وأعدت السنة ولم أنجح أيضاً، وفي المحاولة الثالثة نجحت وتخرجت، ولكن أهل الفتاة لم يوافقوا على تزويجي.
مرت السنوات، وتقبلت الأمر، وتخطيت الأزمة، وقررت أن أُكون نفسي، وأعمل ثم أتزوج، وبالفعل قبل ثمان سنوات كنت جاهزاً للزواج، ولكن كانت الظروف في بلادي مضطربة فتأجل أمر الزواج، ثم استقرت الأمور بعدها بعامين، وبينما أنا أتجهز لخطبة فتاة أصابني مرض شديد، واستمريت على العلاج طيلة السنوات الماضية.
الآن خلال هذه الأيام شفيت من مرضي -والحمد لله-، ولكن أصبح عمري الآن يقارب الأربعين، فأنا حزين على فوات العمر بدون زواج، وكل ما أتذكر تلك السنة التي رسبت بها أحزن كثيراً؛ لأنها كانت السبب في تأخر زواجي 15 سنة، رغم أني طيلة ال 13 السنوات الأخيرة لم أرتكب أي خطأ، وعملت بجد، وكنت سعيداً، ولكن المرض والظروف القاهرة هي من منعتني طيلة تلك الفترة.
أنا لم أحزن على مرضي ولا على الظروف فهي بأمر الله، ولكني حزين على رسوبي، وألوم نفسي على ذلك التقصير قبل 15 سنة والذي بسببه أدفع الثمن حتى الآن، لأن كل ما مررت به بعد ذلك من تأخر كان بسبب غلطتي تلك، وعندما مرضت لم أشعر بتلك المشاعر، ولكن بعد شفائي شعرت بضياع العمر والحزن الكبير، أتمنى أن أسمع منكم ما يصبرني.