الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي وسواس في العبادات وأريد أفضل دواء

السؤال

السلام عليكم

لدي وسواس في العبادات والأذكار، ولا أستطيع الصلاة بسهولة، أو قراءة القرآن، وسواس في أي شيء يخص الدين، وقد كنت أتعالج وأخذت دواء (ستاتومين) منذ سنتين، وتحسنت فترة، ثم انتكست، و(فافرين)، وآخر دواء (انافرانيل) أقل جرعة 25 يومياً.

علماً بأني ما زلت أعاني من الوساوس، وقد قرأت عن (لوسترال)، وأريد منكم وصف دواء يريحني وأتخلص من الوسواس.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.

الوساوس ذات الطابع الديني كثيرة، وإن شاء الله تعالى هي سهلة العلاج إذا كان الإنسان جاداً في علاجها، إذاً القرار الأول هو بالفعل أن تتخلص من هذه الوساوس، وأن لا تتعايش معها، هذه هي النقطة المركزية التي يجب أن يبدأ منها الإنسان، وبعد ذلك قم بكتابة هذه الوساوس في ورقة، ابدأ بأقلها وأضعفها، وانتهِ بأشدها.

أريدك أن تطبق ثلاثة تمارين على كل فكرة أو فعل وسواسي، هذه الجلسات العلاجية يجب أن تكون في مكان هادئ، كداخل الغرفة مثلاً، وأن تخصص لها وقتاً، وألا تشغل نفسك بأي شيء آخر.

تبدأ بالفكرة الأولى تطبق عليها ثلاثة تمارين:
التمرين الأول: يسمى بالتحقير، وهو أن تحقر الفكرة الوسواسية، وأن لا تحاورها وأن لا تناقشها، بل تخاطبها مباشرة قائلاً: أنت فكرة حقيرة، أنا لن أهتم بك. وهكذا، تكرر هذا على الأقل عشرة إلى عشرين مرة.

بعد ذلك تبدأ التمرين الثاني: وهو استبدال هذه الفكرة أو الفعل الوسواسي بفكرة، أو بفعل مخالف له تماماً، أن تستجلب فكرة طيبة فكرة جميلة في حياتك، وتجعلها تطغى وتهيمن على الفكرة الوسواسية، هذا نسميه صرف الانتباه.

أما التمرين الثالث: فنسميه التنفير، حيث إن علماء السلوك وجدوا أن الإنسان ممكن أن ينفر من الفكر الوسواسي أو الفعل الوسواسي، من خلال ربطه بفعل مخالف، أي فعل غير مرغوب للنفس، مثلاً قم بالضرب على يديك بقوة وشدة، على سطح الطاولة أو أي سطح صلب، المأمول هو أن تحس بألم شديد وأن تربط هذا الألم بالفكرة أو الفعل الوسواسي، تكرر هذا التمرين 20 مرة متتالية، وبعد ذلك تنتقل إلى الفكرة التي تليها أي الفكرة الثانية ثم الثالثة وهكذا.

هذه تمارين فاعلة جداً، وممتازة جداً، وستفيدك كثيراً إذا طبقتها على الوجه الذي نرجوه منك.

أخي، بصفة عامة أيضاً أحسن إدارة وقتك، ولا تدع مجالاً للفراغ، حيث إن الوساوس تتصيد الناس من خلال الفراغ، يجب أن تجعل لحياتك معنى، وأن تكون شخصاً فاعلاً، احرص على العبادات مع الجماعة، الصلاة مع الجماعة على وجه الخصوص، ستفيدك كثيراً في هذا السياق.

بالنسبة للدواء -يا أخي الكريم- أريدك أن تستمر على جرعة الانفرانيل كما هي 25 مليجراماً ليلاً، وتتناول عقار فلوكستين بروزاك، أنا أراه أفضل من لسترال بالنسبة لك.

الفلوكستين تبدأ بجرعة 20 مليجراماً في الصباح لمدة أسبوعين، ثم تجعلها 40 مليجراماً في الصباح أي كبسولتين، إذاً تكون الجرعة العلاجية هي كبسولتان من الفلوكستين في الصباح، زائد 25 مليجراماً كعلاج داعم في المساء.

تستمر على هذه الجرعة العلاجية لمدة أربعة أشهر، ثم تخفض جرعة الفلوكستين تجعلها كبسولة واحدة 20 مليجراماً صباحاً وتستمر على الانفرانيل كما هو، تستمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن الفلوكستين، وتستمرعلى الانفرانيل لمدة شهرين، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناوله.

إذاً -يا أخي الكريم- التطبيقات السلوكية التي ذكرناها، زائدًا نمط الحياة الإيجابي والفاعل، زائدًا تناول الدواء، هو العلاج الصحيح لمثل حالتك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً