الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ظلم المشرف في العمل، كيف أتصرف معه؟

السؤال

السلام عليكم.

أود النصيحة منكم، ومعرفة رأيكم.

أنا شخص غير اجتماعي، وأعمل في شركة خاصة، في بداية العمل كأول عمل لي بعد الجامعة، كنت مجتهداً فيه أكثر من زملائي عند نفس المشرف، ولاحظ المشرف ذلك، فصار يكلفني بأعمال كثيرة، لدرجة صرت أعمل فوق ساعات الدوام الرسمية، فوصلت لمرحلة لا أستطيع أن أكمل، فصرت مع نهاية الدوام أترك العمل وأنصرف.

غضب المشرف، وأصبح يتهمني بشكل مستمر بالتقصير، وأني لا أعمل بالشكل المطلوب، وأخبر المدير أني لا أعمل جيداً، وأصبح يقلل من عملي أمامه، بالرغم من أنني أعمل أكثر من زملائي، وأخذت تقييمات سنوية سيئة وظالمة، وأصبحت نفسيتي سيئة جداً، وأصبحت أرى زملائي الذين جاءوا بعدي يترقون، وأنا على حالي.

احتسبت كل أمري، وأعلم أن في أيّ لحظة سوف يأتي قرار إيقافي، أصبحت لا أعمل لأجل المشرف أو المدير أو للشركة، أصبحت أعمل على أنه شيء واجب علي، وآخذ المال نهاية الشهر من أجله، علماً أنه لم يتوقف الأمر عند ذلك، فأحياناً يكلفوني بأعمال أنا متميز في إنجازها فأنجزها بسرعة، وفي مرة تواصل المشرف مع المدير مرة أخرى، وأخبره أنني أنجزت تلك الأعمال بسرعة، وفهمه أنني قادر على العطاء بنفس السرعة في كل الأعمال، وفوق كل التقيمات السيئة، أصبح يتم ضغطي والتدقيق عليّ، وعلى كل خطأ، لم أعد أعلم ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ززز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نقدر ما تمر به من ضغط نفسي كبير في عملك، هذا يبدو حقاً بأنه تحدٍ كبير. ونحن نتعجب من صبرك وقدرتك على الاستمرار والعطاء بالرغم من كل هذا الضغط.

نود أن نشارك معك بعض النصائح التي قد تساعدك في التعامل مع هذا الوضع:
1. حاول التحدث مع المشرف أو المدير مباشرة حول القضايا التي تواجهها، قد يكون غير واضح لهما كمية الأعمال التي تقوم بها، أو قد يكون لديهما توقعات غير واقعية، إذا كنت تشعر بالراحة، قد ترغب في تبسيط عملك والتوقيتات التي تحتاجها لإكماله، لا تتردد في طلب المساعدة ممن حولك إذا كنت بحاجة إليها.

2. لا بد من وضع حدود واضحة تتعلق بالعمل، يمكن أن يكون من الصعب تحديد حدودك في العمل، ولكنها ضرورية لحماية صحتك العقلية والجسدية، حاول ألا تعمل بعد ساعات العمل الرسمية بشكل منتظم، حتى لا تشعر بالإرهاق، كما يمكن أن تطالب مشرفك بالالتزام ببنود عقد العمل مع الشركة أو ما يعرف بالتوصيف الوظيفي للموظف، فإذا لم يكن هناك توصيف وظيفي، فعليك المطالبة به، وتحديد مهامك كماً ونوعاً.

3. العمل في بيئة مضغوطة يمكن أن يكون صعباً؛ لذا من الأهمية بمكان أن تأخذ وقتاً لرعاية نفسك، هذا يمكن أن يشمل أشياء مثل ممارسة الرياضة، والتواصل مع الأصدقاء والعائلة، وممارسة الهوايات التي تحب.

4. البحث عن عمل آخر؛ في بعض الأحيان، قد تجد أن البيئة التي تعمل فيها ليست ملائمة لك، وقد يكون من الأفضل البحث عن عمل آخر، هذا قد يكون قرارًا صعبًا، ولكن في النهاية، صحتك وراحتك لهما الأولوية.

5. استعن بالصلاة والدعاء أن يعينك الله تعالى على هذه الأعباء، ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱسۡتَعِینُوا۟ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِینَ﴾ [البقرة ١٥٣].

نتمنى أن تكون هذه النصائح مفيدة لك، تذكر أنك لست وحدك في هذا، ولا تتردد في البحث عن الدعم إذا كنت بحاجة إليه، وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً