الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرؤى التي أراها بعد الدعاء، هل لها تفسير؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يومياً أدعو بدعاء معين، وأتمنى أن يتحقق، بالرغم من أنه شبه مستحيل أن يتحقق؛ بسبب رفض الأهل، فأنا في كل مرة أصلي فيها أدعو بهذا الدعاء، وأبكي، وأيضاً أشعر بالراحة التامة؛ لأن الله سبحانه وتعالى يطمئنني ويستمع إلي.

بالإضافة إلى أنني في كل مرة أستسلم وأتعب يرسل لي الله رؤيا، وعندما أفسرها يكون لها علاقة بدعائي وأمنيتي التي دعوت بها ليلاً ونهاراً، فما تفسير ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لمار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات إسلام ويب.

أولاً: نقول -أيتها الأخت الكريمة والبنت العزيزة- إن توجهك إلى الله سبحانه وتعالى، وسؤالك حاجاتك منه، هذا توفيق من الله تعالى لك؛ فمن أنزل حاجته بالله قضيت هذه الحاجة، وكفاه الله تعالى مؤونتها، فينبغي للإنسان إذا سأل الله تعالى أن يسأله بقلب مقبل عليه، وموقن أن الله سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء، وأنه على كل شيء قدير، يدعو ربه وهو محسن الظن به جل شأنه، وموقن بالإجابة كما قال الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة).

وإنما يمنع في الدعاء الاعتداء، كما قال سبحانه وتعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ). وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه سيكون في آخر هذه الأمة أقوام يعتدون في الدعاء والطهور، ومن صور الاعتداء في الدعاء كما يقول العلماء:
أن يدع الإنسان ربه بشيء مستحيل عقلاً، أو شرعاً، أو عادةً، فلا يصح للإنسان أن يسأل ربه شيئاً يستحيل تحققه بحكم العقل، كأن يحوله إلى إنسان يطير، أو يستحيل بحكم الشرع كأن يسأل ربه أن يكون نبياً، أو نحو ذلك من الدعاء، فهذا اعتداء في سؤال الله تعالى، ولا يحبه الله، ولا يحب الداعين به "إنه لا يحب المعتدين".

وأما ما عدا ذلك في الأمور المباحة، وإن كان يظن الإنسان أنها عسرة التحقق، فإن الله سبحانه وتعالى قادر على تحقيقها، ولكن ينبغي للإنسان العاقل أن يسأل ربه أن يقدر له الخير، وأن يختار له أفضل الأمور، فكم من شيء نحرص كل الحرص على تحققه، ونجتهد في دعاء الله تعالى أن يحققه لنا، ويكون في حقيقة الأمر فيه مضرة لنا، فيصرفه الله تعالى عنا.

وينبغي للإنسان العاقل المؤمن أن يعرف صفات ربه، وأن هذا الرب الكريم سبحانه وتعالى لطيف بعباده، رحيم بهم، يقدر لهم الخير، ويختار لهم الأفضل، فإذا وقف الإنسان أمام شيء يرى بأنه قد لا يتحقق له، فينبغي أن يشغل قلبه ونفسه بسؤال الله تعالى أن يختار له الخير، وأن يقدر له ما فيه خير، وأن يرضيه بهذا الذي يقدره له، فإن رضا القلب بما يقسمه الله تعالى للإنسان هو نعيم هذه الدنيا.

وهذه هي نصيحتنا لك، أن تكثري من سؤال الله تعالى أن يقدر لك الخير في أمورك، ويختار لك ما فيه مصلحة الدين والدنيا، وأن تسأليه سبحانه وتعالى أن يرزقك الرضا بهذا الذي يقدره لك، ويقنعك بما أتاك، وهذه توجيهات نبوية أرشد إليها النبي -صلى الله عليه وسلم-، أن يسأل الإنسان ربه بأن يقدر له الخير، وأن يختار له الأفضل، فقد علم عائشة أن تقول في جملة دعاء طويل: "وما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته لي رشداً". فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير.

وأما عن الرؤى المنامية: فإننا لا نملك تفسيراً محدداً لها، وربما كانت من آثار انشغال النفس، وحديث النفس في اليقظة بهذه الأمور التي ترغبين فيها، فتنشغل النفس في منامها بما كانت مشتغلةً به في حال اليقظة، نسأل الله تعالى لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً