الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاكتئاب والشخصية الحساسة

السؤال

السلام عليكم.

منذ حوالي عامين أو أكثر قليلاً، بدأت أشعر بالاكتئاب على فترات، وخصوصاً عند وجودي في السعودية، ولقد عانيت من عدة مشاكل خلال تلك الفترة، علماً أني الأخ الأكبر لإخوتي، وهذا الاكتئاب مصحوب بالتفكير في أشياء كثيرة، ولمدة طويلة، حتى أشعر بالتعب من كثرة التفكير، وأنا ـ والحمد لله ـ شاب ملتزم، أخاف الله وبشدة.

ولاحظت أن هناك بعض الوساوس تلاحقني خلال فترات الاكتئاب، وأشعر أيضاً أحياناً بالذنب تجاه أسرتي، رغم أني أفعل ما بوسعي من أجلهم، كما أشعر أحياناً بعدم الرغبة في الزواج، حيث أني عقدت العقد فقط، وسيكون الزفاف في الصيف إن شاء الله.

وأشعر أيضاً بعدم الرضا عن نفسي، رغم أن بعض الناس يعتبرني من المحظوظين، وأشعر بالقلق تجاه بعض الموضوعات المهمة، وأتأخر كثيراً في اتخاذ القرار، لا أعرف هل أنا أعاني من مرض نفسي؟ وهل أنا في حاجة لأعرض نفسي على طبيب، خاصة مع قرب موعد زفافي، أرشدوني يرحمكم الله.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

الاكتئاب النفسي هو حالة عاطفية ووجدانية تحدث لبعض الناس، ربما يكون لأسباب، وفي بعض الحالات لا توجد أسباب؛ حيث أن الإنسان يكون له في الأصل القابلية أو الاستعداد للوساوس والاكتئاب.

الاكتئاب يتطلب من الإنسان أن يفكر تفكيراً إيجابياً، أي بمعنى أن يحاول أن يتخلص من التفكير السلبي، وأن يعيش الحاضر بكل قوة وانشراح، فهذا أمر ضروري جداً ومهم .

شعورك بالذنب حيال الأسرة لا شك أنه دليلٌ على أن شخصيتك تحمل بعض سمات الحساسية، علماً بأن الاكتئاب والوساوس أيضاً تتطلب الأشخاص من ذوي الشخصيات الحساسة، فأرجو أن لا تكون حساساً، وأرجو أن تفصح عمّا بداخلك، والحمد لله ما دام الآخرين يعتبرونك من المحظوظين فهذا فضل من الله كبير، وهذا يدل على نجاحك، وهذا في حد ذاته يجب أن يكون دافعاً لك من أجل التفكير الإيجابي، كما أنك والحمد لله الآن أنت مقدم على الزواج، فهذه كلها إن شاء الله أشياء إيجابية وجميلة في حياتك.

سأصف لك أحد الأدوية المضادة للاكتئاب والوساوس، والعلاج الأفضل في حالتك هو العقار الذي يُعرف باسم بروزاك، أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة (20مليجرام) لمدة ثلاثة أشهر، وبعد شهر من بداية العلاج إذا لم تتحسن الحالة يمكن أن ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، وفي هذه الحالة يجب أن تمد فترة العلاج لمدة ستة أشهر، تكون فيها على كبسولتين لمدة أربعة أشهر، وفي الشهرين الأخيرين يمكن أن تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم .

أرجو أن تقدم على الزواج، ونسأل الله أن يتم لك ذلك .

أما إذا أردت أن تعرض نفسك على طبيب نفسي إذا تيسر ذلك فلا بأس مطلقاً، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً