الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب المشاكل العائلية صرت أتمنى الموت، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أعرف كيف أبدأ، أحتاج إلى المساعدة، ولا أجد من يساعدني، والمشكلة أني أتمنى الموت لكن أحب الحياة، ولا أستطيع الانتحار، أحياناً أقول: بسبب الخوف من الله، وأحياناً أعتقد بسبب الأمل في تحسن وضعي، أعاني نفسياً أكثر، بسبب التمييز في العائلة، لا أعرف ما أقول!

أفكر في الانتحار، ولكني لا أستطيع، والذي يمنعني لا أعرف ما هو! حياتي عبارة عن كابوس، والله أعلم بحالي، لدي أرق وقلق، ومعاناة، وليس لدي من أتكلم معه.

عائلتي في خصام معي منذ أكثر من 3 أشهر، ومعاملتهم سيئة، وعدم وجود من يقف معي، وعدم القدرة على شكوى البكاء في الليل، وإدمان الهاتف، لأنه الصديق الوحيد، وعدم القدرة على قراءة القرآن، وشعور بالملل من تكرار حياتي، وأشعر بحرقة في الصدر وضيق، أريد أن تدعوا لي بأن يبدلني الله (خيراً من أهلي وأقرب رحماً) وأن يعوضني بسند أستند عليه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شفيقة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – ابنتنا الفاضلة – في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونحن نشرف بخدمة أهلنا والبنات، فتواصلي مع موقعك، وحاولي أن تطوري من قدراتك، واستعيني بالله تبارك وتعالى، واعلمي أن المؤمنة لا تتمنى الموت، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وجهنا بأن لا نتمنَّى الموت لضُرٍّ نزل بنا، أو لأزمات تلحق بالإنسان، فما ينبغي أن يتمنّى المسلم الموت لضرٍّ أصابه، وإن كان لا محالة فلا مانع من أن يقول: (اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفّني إذا كانت الوفاةُ خيرًا لي).

عليك أن تتذكّري أن طول العمر نعمة، ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (خيرُكم من طال عمره وحسن عمله)، فاحرصي على تحسين العمل، واعلمي أنه حتى المُقصّر يستفيد من طول العمر؛ لأنه لعلَّه يستعتب كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، فيعود ويتوب (لا يَتَمَنَّى أحدُكم الموتَ، إمَّا مُحْسِنًا فلَعَلَّه يَزدادُ، وإمَّا مُسِيئًا فلَعَلَّه يَسْتَعْتِبُ)، ولعله يُصلح ما أفسده، والعبرة بالخواتيم، فنسأل الله أن يجعلنا وإيّاك ممَّن طالت أعمارهم وحسنت أعمالهم.

أمَّا الانتحار فنسأل الله أن يُبعدك عنه، مجرد التفكير فيه أمرٌ خطير وخطيئة كبيرة، لأنه من كبائر الذنوب، {ومن يفعل ذلك عدوانًا وظلمًا فسوف نصليه نارًا وكان ذلك على الله يسيرًا}، ومن يفعل ذلك فهو في النار خالدًا مخلدًا، كما ورد ذلك في الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، والعياذ بالله تعالى، والإنسان لا يملك هذه النفس حتى يقدم على قتلها ويُهلكها ويُتلفها، ولذلك يشتد غضب الله على مَن ينتحر.

نحب أن نؤكد لك أن فرص النجاح أمامك كبيرة، فكوني مع الله تبارك وتعالى، وواظبي على ذكره وشُكره وحُسن عبادته، واستمري في التواصل مع موقعك، وأقبلي على كتاب الله واعلمي أنه جليس لا يُمل، وصاحب لا يغش، وابحثي عن صديقة صالحة تُذكّرك بالله إذا نسيت، وتكون عونًا لك على طاعة الله إنْ ذكَرت، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على كل أمرٍ يُرضيه.

نتمنَّى أيضًا أن تستفيدي من قدراتك العلمية ومهاراتك الحياتية، وحاولي أن تُصلحي ما بينك وبين الأهل، وابحثي في الأهل البعيدين – العمَّات، الخالات والصديقات الصالحات – فإن الإنسان سيجد في هذه الحياة مَن يستطيع أن يسعده من محارمه، ومن الصديقات الصالحات.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعوضك خيرًا، وأن يُصلح ما بينك وبين أهلك، وأن يردّهم إلى الحق، ويردّك إلى الحق ردًّا جميلًا، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والثبات والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً