السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تقدم لخطبتي شخص أعرف عنه كل خير، فقد كان يدرس معي، وتخرجنا من نفس الكلية، كل ما أعرف عنه أنه متدين، وذو أخلاق عالية، يصلي ويصوم، لم أر فيه شيئاً يعيبه في شخصه، لكن الصدمة كانت عندما اعترف لي بأن أباه مدمن خمر، وأمه تدخن السجائر.

لا أدري ماذا أفعل؟! فبالنسبة له الكل يشيد بأخلاقه والتزامه! لكن العقبة هي والديه.

أفيدوني! أرجوكم أرشدوني للصواب وشكراً لكم.
وأرجو منكم الإسراع في الرد.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الحائرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يجمع بينكما في خير.

فسبحان من يخرج الحي من الميت وتبارك الهادي إلى صراطه المستقيم، وسبحان القائل في كتابه العظيم: (( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ))[الأنعام:164].

لقد خرج نبي الله موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام من بساط الفرعون، وأخرج الله من صلب رأس النفاق ابن أبي سلول ابنه عبد الله، الذي كان نموذجاً لأهل الصدق والإيمان.

ومن هنا فالعبرة بحال هذا الشاب، الذي ثبت عندك صلاحه، واشتهر بين الناس أدبه، ونحن أمرنا بأن نقبل بصاحب الدين والأخلاق والأمانة، وعليك أن تستخيري من بيده الخير وتشاوري أبويك ومحارمك ومن حضرك من الصالحات، ولن تعدمي الخير من الناصحين ومن أصحاب الخبرة من أهلك، الذين هم أحرص الناس على مصالحك، فإذا كان الشاب كما ذكرت، وهو من أهل المسئولية والجدية، ووجدت في نفسك الميل إليه والقبول به.

فلا تترددي في القبول به، وشجعيه على بر والديه، وعاونيه على الإصلاح، ولن يضيع أجرك عند الكريم الفتاح.

ونسأل الله أن يوفقكم للخير، ونتمنى أن تكون بداية حياتكم بالطاعات، وتعاونوا على البر والتقوى وسارعوا إلى الخيرات.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.