السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زوجي موظف وعرضت عليه وظيفة في الخارج براتب مجزٍ، وأنا والأولاد لسنا بحاجة إلى أكثر مما يعطينا ونريد البقاء معه، ولكنه يريد رفع مستوى معيشتنا، فأيهما أفضل: إقناعه بالبقاء ورفض العمل، أم تركه يسافر والتوكل على الله؟

شكرًا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك ولزوجك الخير، إنه جواد كريم وبعد:

هذه المسألة لا يجاب عليها بنعم أو لا، ولا بجائز أو غير جائز، لأنها تخضع لأمور متعددة، مثل:

- هل الحياة في بلدك ماديًا كافية، ولو على الحد الأدنى.
- هل البلد الراحل إليها بلد مسلم أم غير مسلم؟
- هل سيأخذك وأولادك معه، أم سيزوركم بانتظام؟
- هل الزيارات ستكون كافية لك من حيث حقوقك الشرعية وحقوق الأبناء؟
- هل ثمة طريقة أخرى تجمع بين رحيله وذهابكم معه، أو بقائه وتحسين وضعه الاقتصادي؟

كل هذه أسئلة مطروحة لكن بصفة عامة:

- إذا كانت القدرة المادية غير كافية، والبلد الذاهب إليه مسلم، وهو يستطيع أن يأخذكم ولو بعد وقت فلا شك أن هذا فيه خير كثير، وعليك الاستشارة والاستخارة قبل أي قرار.

- أما إذا كانت القدرة المادية معقولة، والبلد غير مسلم أو مسلم لا يمكنه أخذك إليه؛ فإننا ننصحك بالحديث معه وحثه على عدم الذهاب، والاهتمام بك وأولاده أولى من كنوز الأرض، إذا كان الثمن مثلًا ضياعكم و-العياذ بالله-.

انظري لطبيعة الزوج، فإن البعض مع الإصرار على ترك ما يحب أو يهوى قد يجعل ردة فعله سيئة، لذا ننصحك بما يلي:

1- الاستشارة مع الأهل خاصة الحكماء منهم عن الموضوع بالكلية.
2- ذكر كل تخوفاتك أمام عينيه وكتابتها في ورقة، دون انتظار جواب مباشر منه، لكن دعيه يفكر.
3- الموافقة على خوض التجربة، خاصة إذا كانت البلد إسلامية، وقد أجاب على تخوفاتك أو قلقك بكلام منطقي.
4- الاستخارة وطلبك منه كذلك أن يستخير، ومن ثم يقضي الله الخير بعدها -إن شاء الله-.
5- لا تجعلي هذه القضية هي مفتاح الخلاف بينكما، بحيث كلما تحدثتم فيها نزغ الشيطان بينكما، بل أظهري له المودة والمحبة، وليكن نقاشكما حولها ينتهي بالتوافق.

أختنا الكريمة: أكثري من الدعاء لله أن يصلح الله حال زوجك، وأن يهديه طريق الصلاح، وأن يرشده إلى خير الأمرين، ونسأل الله أن يقضي له ولكم الخير، إنه جواد كريم والله الموفق.