الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي تقلق على أختي فتتدخل في حياتها الزوجية!!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أختي متزوجة، وأمي تقلق عليها كثيراً، وتحبها وتكره كل فعل يفعله زوجها إذا غضب، فهي تتدخل في كل أمور حياتها حتى في حالة صلح أختي مع زوجها في الأمر الذي كان يزعجها منه.

أحاول أن أتناقش وأتفاهم مع أمي ولكنها لا تقتنع أبداً، فهي تغضب من أختي ولا تكلمها، وأنا أحاول أن أصلح بينهما دائماً، ولكن أمي تغضب وترى أنها على حق، فماذا أفعل في هذه الحالة؟

وأيضاً أختي ماذا تفعل مع أمي؛ لأنها تعبت، ولا تعلم كيف يتم إرضاؤها والتفاهم معها؟

أريد النصيحة لأمي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

أختي الفاضلة: لا يخفى عليك ما للوالدين من حق عظيم على أبنائهم، فطاعة الوالدين وبرِّهما من أعظم الأعمال الصالحة وأرجاها عند الله تعالى، إلا أن هذه الطاعة مهما كانت عظيمة فهي طاعة مشروطة، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وأي أمر أو طلب من أحد الوالدين فيه هلاك أو فساد أو ظلم فلا طاعة فيه، مع الحرص على حسن الصحبة، والترفُّق في بيان الأسباب لهما.

ومن هذا يتبين أن رضا والدتك أمر مطلوب وينبغي الحرص عليه إن تيسر، لكن إن طالبت بشيء فيه فساد أو ظلم؛ فيُبين لها وتُنصح وتُعلّم، فإن أصرّت على رأيها فتتم المُخالفة لما تقول مع الالتزام بحسن العشرة والمعروف معها، فتدخل الوالدة أو الوالدين في خصوصية الحياة الزوجين من أكثر ما يُسبب الِشقاق والفساد في الأُسر، وغالباً ما تكون الحُجة هي الخوف عليهم وحب المصلحة والرعاية لهم، أو تأمين حياة البنت أو الولد كما يقال.

أختي الفاضلة: لقد أحسنت في الإصلاح بين أختك وأمك، وينبغي تجنب أسباب حدوث هذه المشاكل، وما دام أن أمك سريعة الغضب إلى درجة افتعال المشاكل وفرض رأيها، ودائمة القلق على أختك من أي تصرف أو فعل، لذلك ننصحك بأمور:

أولاً: من أفضل الحلول لهذه المشكلة هي عدم خروج المشاكل الزوجية إلى طرف ثالث مهما كان، إلا في حال العجز التام عن حلها، وتكون لأي طرف يمكنه حلها، لا لمجرد الشكوى حتى لا تُنقل لوالدتك.

ثانياً: التفاهم والاتفاق بين الزوجين مهم وضروري لضمان عدم تأثير والدة الزوجة (الحماة) في حياتهم.

ثالثاً: إخفاء كل ما تقوم به أختك من أفعال أو أقوال "تخص الحياة الزوجية" عن أمك؛ لأن معرفتها بذلك سبب لحدوث التدخل منها.

رابعاً: مداومة إخبار أمك أن أختك بخير ولا تشتكي من شيء، وأن أمورها مع زوجها في خير وصلاح، وإن يكن هناك من خلافات فتحل داخل الأسرة، هذا يقلل من رغبتها في التدخل.

خامساً: من الحلول الممكنة والمفيدة إن تيسر للزوجين: السكن المستقل والبعيد، فهذا مما يقلل تدخل العائلة في مشاكلهم الزوجية.

سادساً: الاستمرار -بأسلوب- بالشرح والتوضيح لوالدتك بأن تدخلها في الحياة الزوجية لأختك من أهم أسباب توسع وزيادة المشاكل بينهما، وهذا قد يسبب الفراق بينهما.

سابعاً: الإحسان إليها وإشعارها بأن لها قيمة ومكانها عالية، وذلك بالرجوع إليها بالأمور البسيطة التي لا ترتبط بأختك، أو بحياتها الزوجية، أو لا تتسبب في غضبها.

أخيراً: أختي الفاضلة عليكم بالصبر وحسن العشرة بالمعروف، والاجتهاد بالبر والإحسان لهذه الأم، فتدخلها في حياة ابنتها الزوجية دافعه الحب والحرص على مصلحتها، ويتم التعامل معها وفق ما بينا، مع وجوب ملازمة الإحسان إليها.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً