الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عصبية حادة تجاه أبنائي، كيف أتخلص من هذه المشكلة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من عصبية حادة ممكن أن تكون لأسباب بسيطة وتافهة، وأغضب وأصرخ وكأن شيئًا سينفجر في رأسي، ويحدث لي تشنجات في الرقبة والصدر أثناء الغضب، وأحاول أن أكون هادئة ولا أستطيع.

أريد مَن يساعدني في تخطي هذه المشكلة، وفي نفس الوقت لا أريد أدوية تجعلني أدمن أو أنام بسببها، لأني أُمٌ لثلاثة أطفال ويجب عليّ رعايتهم؛ ولهذا أحاول أن أكون في أفضل حالاتي، فأرجو مساعدتي.

ولكم جزيل الشكر والامتنان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارت إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

لا شك -أختي الفاضلة- أن رعاية أطفال ثلاثة ليس بالأمر البسيط والهين، وكثير من الأمّهات يسألنني عمَّا سألت عنه، من أنهنَّ يشعرن بالعصبية الحادّة، فيضطررنَ لرفع الصوت على الأطفال والغضب منهم، ثم يندمنَ عمَّا صدر منهنَّ، وأنا عادةً أسألُ هذه الأم: ما الهوايات الموجودة عندك؟ فكثيرٌ من الأمهات يقلنَ لي: ليس عندي هوايات، بل أنا متفانية في رعاية وتربية أطفالي.

أختي الفاضلة: هذا التفاني جيد، ولكن كما ذكرتُ آنفًا أن رعاية الأطفال ليس بالأمر السهل، لذلك من الطبيعي والمتوقع أن تشعر الأم بالكثير من التوتر والعصبية، لذلك على هذه الأم أن تكون لديها وسائل الاسترخاء كبعض الهوايات المريحة مهما كانت: الخياطة، ترتيب الزهور، الرياضة، المشي، كل هذه تساعد -كما يقال- على شحن البطارية، لتعودي إلى أطفالك بشوق وحنان واستمتاع بهذه اللحظات معهم.

طبعًا لا شك أن الصلاة والدعاء وتلاوة القرآن أيضًا من المصادر الكبيرة للراحة والاسترخاء والاطمئنان {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

فحاولي -أختي الفاضلة- أن تجمعي بين أن يكون لك وقتٌ خاص -كساعتين في الأسبوع أو أكثر أو أقل- لك وحدك، تستمتعين فيها ببعض الهوايات المريحة، على أن يقوم زوجك أو أحد أقربائك برعاية الأطفال في هذه السويعات، حتى تشعري بالراحة لتعودي إليهم بهمَّةٍ ونشاط، طبعًا مع الصلاة والدعاء والذكر وتلاوة القرآن، وبذلك لن تضطري إلى تناول الأدوية المهدئة.

داعيًا الله تعالى لك بانشراح الصدر وراحة البال.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً