الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي لديه وساوس الطهارة وتكرار الأفعال..فكيف يتخلص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

زوجي لديه وسواس الوضوء والاستحمام، ويفرك يديه لمدة طويلة جدًّا تصل إلى ساعة تقريبًا أو أقل، وحركات أخرى مثل الدق أو الطرق على الحائط أو أي شيء في طريقه وهو يمشي في البيت - مثل التلفاز أو الكرسي - ويضرب برجليه على الأرض قبل التمدد على السرير، وقبل ركوبه السيارة، وأثناء ارتداء ملابسه يقوم بارتدائها ثم يخلعها ويعيد لبسها، وهكذا يعيد ذلك مرتين أو ثلاث مرات.

وأيضًا: عندما ينتهي من الاستحمام يستغرق نصف ساعة إلى ساعة مع الفرك، ويخرج من المغتسل، ثم يعود يتوضأ ويفرك، ثم يخرج، وأحيانا يعود يدخل للمغتسل ويعيد الكرة، ويفعل هذا عند استخدام الحمام، يخرج منه ثم يعود ليغسل ويفرك يديه، وممكن يعيدها ٣ إلى٤ مرات، وهذا يؤثر على حياتنا، ويتأخر عن شغله وصلاته.

سؤالي كيف أتعامل معه؟ وما علاجه بطريقة نهائية لكل هذه الوساوس والحركات المزعجة؟ مهما قلنا وتحدثنا معه لا يُغيّر من طبعه شيئًا، وهو مدرك لنفسه ويرغب بتغيير نفسه، لكن لا يستطيع السيطرة على نفسه، ماذا أفعل أو ما الحل لزوجي؟ ماذا يستطيع أن يفعل حتى يتخلص من هذه العادات؟

الرجاء المساعدة لأنها تؤثر على حياتنا، وجزاكم الله خيرًا مسبقا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شروق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - أختنا الفاضلة - عبر موقع استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

لا شك - أختي الفاضلة - أن زوجك يُعاني من الوسواس القهري الشديد الذي يأخذ عدة أشكالٍ كتكرار بعض الحركات والأعمال من اللمس، والقرع على الأشياء وغيرها، أو الفرك الشديد لليدين وكامل جسمه عندما يستحم، أو ما له علاقة بدخول الحمام وغيره، ولا شك أن هذا أمرٌ يؤثّر على كامل الأسرة عادة، وهذا هو الحاصل معكم، فهو يتأخر عن عمله ويتأخر عن صلاته، وربما يُحدث أزمة داخل البيت، حيث إنه يشغل الحمام لفترة طويلة ممَّا يعوق الآخرين استعمال تلك المرافق المهمة للجميع.

أختي الفاضلة: كل ما ورد في سؤالك هي حالة نموذجية كلاسيكية لحالة الوسواس القهري الشديد، فلا بد من العلاج، وأعتقد أن البدء بالعلاج الدوائي لابد منه أولًا، والنبي (ﷺ) يقول: (تداووا عباد الله، فإنه ما أنزل الله من داءٍ إلَّا وأنزل له دواء) وهذا كما ينطبق على أمراض القلب والصدر والعظام وغيرها؛ ينطبق أيضًا على الأمراض النفسية، ومنها خاصة الوسواس القهري.

وكونكم في الأردن أنصحكم بمراجعة عيادة الدكتور وليد سرحان، وهو من أفاضل الأطباء النفسيين عندكم في الأردن، وأطمئنك أن العلاج الدوائي فعّال، ويُؤتي بنتائج عظيمة، يُخرجُ زوجك من هذه الحالة التي هو فيها، ويُخرجكم جميعًا من هذه المعاناة.

أنصحك أن تُطلعيه على جوابي هذا، وتحاولوا نصحه بأن الواجب الإسلامي عليه أن يطلب العلاج. هو معذور فيما يقوم به، فهي أعمالٌ قهرية لا إرادية، فالموضوع ليس ببساطة أن تنصحوه فيُغيّر هذه التصرفات، لأن هذا اضطراب الوسواس القهري، ومن اسمه نفهم أنها تصرفات قهرية لا إرادية.

أرجو ألَّا تتأخروا أو تترددوا في العلاج وإنهاء هذه المعاناة، داعيًا الله تعالى لزوجك بتمام الصحة والعافية، ولكم أيضًا بالراحة والسلامة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً