الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الاندرال أفضل أم الفلونوكسول لعلاج أعراض القلق البسيطة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عانيت من اضطراب القلق وعالجته بعقار السبرالكس، شفيت بنسبة كبيرة -الحمد لله-، والآن أعاني من التوتر والقلق قليلًا، وأريد الاستفسار هل من الأفضل استخدام الاندرال أو الفلونكوسول؟ وما هي طريقة الاستخدام؟

قرأت أن الفلونوكسول يمكن أن يعالج حالات القلق المتوسطة، فهل هذا صحيح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لودي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

أيتها الفاضلة الكريمة: يجب أولًا أن نُدرك إدراكًا تامًّا أن القلق طاقة نفسية مطلوبة، فالذي لا يقلق لا ينجح، لكن القلق إذا زاد عن المعدل المطلوب، أو سار في اتجاهات خاطئة -بمعنى أن الإنسان لم يستفد منه-، ففي هذه الحالة يتراكم ويحتقن الإنسان نفسيًّا، ويظهر هذا القلق في شكل توترات وأعراض جسدية مثل تسارع ضربات القلب، والانشدادات العضلية، وربما الشعور بالدوخة.

أنا حقيقةً أُحبِّذ أن يستفيد الناس من قلقهم، وذلك من خلال أن يرتقي الإنسان بفكره، ويكون إنسانًا فاعلًا ونافعًا لنفسه ولغيره، ومن أهم شروط النجاح في هذا السياق هو حُسن إدارة الوقت، يستفيد الإنسان من وقته بصورة صحيحة.

والنقطة الارتكازية لحسن إدارة الوقت هي تجنب السهر، الإنسان حين يتجنب السهر يستيقظ مبكّرًا نشطًا، يؤدي صلاة الفجر، ثم بعد ذلك يمكن أن يبدأ يومه بصورة ممتازة؛ لأن البكور فيه بركة كثيرة، واتضح الآن أن الكثير من المكونات الهرمونية البيولوجية المتعلقة بالدماغ -مثل الموصِّلات العصبية- تُفرز أكثر في فترة الصباح الباكر.

فأرجو أن يكون هذا منهجك، وأيضًا رياضة المشي تناسب النساء جدًّا، وهي رياضة فاعلة ومفيدة، وتجعل القلق يتجه في الاتجاه الصحيح، أيضًا تطبيق تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة على وجه الخصوص ممتازة وفاعلة جدًّا، فإذا وجدت مَن يُدرّبك عليها كالأخصائية النفسيّة، أو يمكنك اللجوء لأحد المواقع على اليوتيوب التي توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، ويمكنك الاستفادة من هذه الاستشارة بموقعنا: (2136015).

هذا من ناحية النُصح العام، أمَّا بالنسبة للأدوية، فهنالك أدوية كثيرة. معظم مضادات الاكتئاب كالـ (سيبرالكس) والـ (زولفت) والـ (فينلافاكسين)، كلها تُعالج القلق حين تُعطى بجرعات صغيرة، ووجد أيضًا أن الأدوية مثل الـ (بوسبار) أو ما يُعرف علميًا بـ (بوسبيرون) هو من أفضل الأدوية التي تعالج القلق، لكن بكل أسف هذا الدواء لا يتوفر في كثير من الدول.

بالنسبة للـ (فلونوكسول) بجرعة صغيرة جدًّا نصف مليجرام مرة أو مرتين في اليوم، يعتبر دواءً رائعًا جدًّا لعلاج القلق، وأنا أنصحك به، تناوليه بجرعة نصف مليجرام حبة واحدة في الصباح لمدة أسبوع، ثم اجعليها حبة صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم اجعليها حبة صباحًا لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناوله.

الفلوناكسول ليس له أعراض جانبية، فقط في بعض الأحيان قد يرفع هرمون الحليب للنساء؛ ممَّا قد يؤدي إلى اضطرابات في الدورة الشهرية، لكن بهذه الجرعة -أي جرعة نصف مليجرام-، لا أرى أنه سوف يُسبب لك أي إشكالية، ويتميز أنه غير إدماني، ولا يزيد من النوم، ولا يزيد الوزن.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً