الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي الأصغر أثر على دراستي بسبب فوضويته.. ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب، أبلغ من العمر 23 عامًا، في عام 2019 تخرجت من الثانوية العامة، وقررت السفر إلى بلدي لأكمل دراستي الجامعية، مضت في دراستي 3 سنوات تقريباً في الجامعة، وكنت في خير حال، ولله الحمد، لدي أخ أصغر، هو انتهى أيضاً من دراسته الثانوية، وقام أبي بإرساله إلي لكي يكمل دراسته الجامعية أيضاً، وكنت أنا في السنة الثالثة لي بالجامعة، والسنة القادمة هي آخر سنة لي بالجامعة.

عندما أتى أخي ليعيش معي في نفس المنزل، ويمارس حياته الجامعية، أثر على نفسيتي بشكل كبير، بل وحطمها، فهو شخص لا مبالٍ جدًا، وحياته عشوائية بلا هدف، وفوضوي الى أبعد الحدود، فلم أستطع النوم ولا الدراسة بسبب انشغالي به على مدار اليوم فهو شخص غير ناضج بتاتاً، عمره 18 عامًا، ولكن تفكيره يقل بدرجات عن تفكير الأطفال.

مكث معي قرابة عام كامل، واجهت فيها أصعب أيام حياتي بسببه كما ذكرت لكم، وبسببه تأخرت عن تخرجي لسنة إضافية، فلم أستطع تقبل الأمر، وبدأت أنظر إليه بنظرة الكراهية، وأحمله سبب تأخري بالجامعة، لم يتوقف الأمر على هذا وحسب، لكنه أيضاً شخص غريب الأطوار، لديه أفكار غريبة يحاول إظهار شخصيته على أخيه بقلة الأدب والتفاهة ظناً منه أن هذا سيؤتيه رفعة وشموخًا أمام الناس!

طالما أخبرت أبي وأمي أنني لا أستطيع التأقلم مع أخي بسبب وضعه غير الطبيعي، ولكن دون جدوى، لم أجد أحداً يستطيع أن ينقذني من حياتي مع أخي، والجميع يطبطب ويقول لي: عليك بتحمل أخيك، ولكن هذا الشيء فوق طاقتي، لا أستطيع التحمل لقد تعبت نفسياً من أخي، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الفاضل- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبعد:

نتفهم حديثك -أخي الكريم- ونقدر لك حرصك على أخيك والتعامل الإيجابي معه، وهذا هو السلوك الطبيعي للأخ الصالح تجاه أخيه، خاصة وأنت تعلم أنه ضعيف الفهم ضيق الأفق في التصرف كما ذكرت، لذا نقول لك: أحسن الله إليك كما أحسنت لأخيك، وبارك الله فيك كما نسأله أن يزيدك حرصًا عليه، ونرجو منك اتباع سياسة جديدة مع أخيك تقوم على ما يلي:

أولاً: الثناء عليه ومدحه كلما فعل شيئاً صحيحًا ولو كان صغيرًا، فإن الشاب الصغير إذا وجد من يعطيه فوق قدره، ابتعد عن إثبات شخصيته أو التصادم مع أخيه.

ثانيًا: أوجد له أشخاصًا صالحين في مثل عمره، وتخير هؤلاء جيدًا، وننصح أن يكون التعارف بينهم بطريق غير مباشر؛ فإن الصحبة الصالحة ستخفف عنك كثيرًا من الضغوط.

ثالثًا: اترك لأخيك مساحة أن يظهر شخصيته أمامك، أو أمام غيره على أن يراك مشجعًا له في ذلك.

رابعًا: قسم الأعمال في البيت عليكما، ولا تعمل عنه ما يجب عليه فعله، دون أن تحدث مشاكل في ذلك.

خامسًا: وقت دراستك خصص له وقتًا، وتخير الأوقات التي يكون فيها مشغولاً أو غير متواجد في البيت، أو ادخل غرفتك واكتب في ورقة خارجية (أرجو عدم الإزعاج لمدة ساعة، أو ساعتين، أو أكثر أو أقل للدراسة).

سادسًا: لا بأس إن وجدت ضيقًا في البيت أن تذهب إلى مكان آخر للمذاكرة يكون فيه الجو مناسبًا.

سابعًا: أنت عين أبيك وقلبه، وهو مطمئن لوجودك بجوار أخيك، فهو يراك والده الثاني، فاجتهد أن تبر والدك فيه، وأن تحتسب هذا الأجر عند الله تعالى.

وأخيرًا: لا تتعجب -أخي- من كل ينصحك بالتحمل؛ لأن هذا هو واجب الأخ تجاه أخيه، لكنا نرجو متى ما اتبعت هذه النصائح أن يتغير الحال -إن شاء الله تعالى-.

كتب الله أجرك، ورفع الله قدرك، ويسر أمرك، وأصلح أخاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً