الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب الإجهاض أصبحت أخاف من تكرر حدوثه!

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة منذ عام ونصف، تعرضت للإجهاض مرتين، والآن حامل في الشهر الثالث، ولكني أصبحت أخاف من الإجهاض، وأعيش في توتر كبير ورعب، حتى أنني لم أعد أمارس حياتي الطبيعية، وأحلامي كلها تدل على الإجهاض، أشعر بأني سأجن.

ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Soumiafadi حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أمر الإجهاض يعتمد على السبب في حدوث ذلك، وهناك أسباب كثيرة، منها: الحمل بجنين ضعيف، أو به خلل في الكروموسومات، أو الجينات الوراثية، لكن الأصل في الحمل الاستمرار لحين ولادة طفل صحيح وسليم تمامًا، وبدلاً من حالة الخوف التي تسيطر عليك، يمكنك متابعة الحمل مع الطبيبة المعالجة.

والمتابعة من خلال عمل سونار على الحمل؛ لمعرفة عمره، ومطابقة ذلك مع العمر الحسابي من اليوم الأول لآخر دورة شهرية، والمفروض أن تكون الأرقام متقاربةً، والاختلاف في حدود أسبوع واحد -أكثر أو أقل-.

مع أهمية تناول الفوليك أسيد 1 مج، وحبوب (فيتامين D) بجرعة 1000 وحدة دولية، ومعرفة سبب الإجهاض في المرات السابقة؛ فقد يحتاج إلى تناول هرمون تثبيت، أو أسبرين أطفال 100 مج؛ لمنع تكون جلطات في المشيمة، وعمل تحليل بول، وفحص صورة الدم، ووظائف الغدة الدرقية.

والمعني من الأهمية بمكان متابعة الحمل، والبعد عن الخوف والقلق؛ حتى لا يحدث اضطراب هرموني، أو إهمال في التغذية، أو الحالة الصحية، مع أهمية الراحة، وتجنب حمل أشياء ثقيلة، على أن يكون الجماع في أضيق الحدود، وبالوضع الذي لا يضغط على الرحم، وليس معنى الراحة النوم في السرير، بل يمكنك المشي والحركة في المنزل وخارجه؛ لأن المشي مهم جدًا لصحة الأم والجنين.

لا تخافي يا عزيزتي، واسألي الله الذي كتب ذلك أن يطمئن قلبك، وتفاءلي خيراً، وادعي الله أن يرزقك الرضا بما قدر، وحملاً تاماً سليماً، وتذكري أنك في خير وأجر عظيم؛ فما تعرضت له من الإجهاض كله من الابتلاء والاختبار الذي يرفع الله به الدرجات، فكوني قوية بالله، راضية بقضائه، ولا تطيلي التفكير في الإجهاضات السابقة، وكل الناس عندهم من الابتلاءات ما عندهم، وهذه طبيعة الحياة يا عزيزتي.

نقدر تعبك وألمك وخوفك، ونسأل الله لك الصحة، والعافية، والذرية الصالحة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً