الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تجاوزت سن الأربعين وما زلت أتجنب المواجهات!!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من القلق والتوتر بشكل دائم منذ فترة طويلة جدًا، وذهبت للطبيب وأفاد أن لدي حالة من الرهاب الاجتماعي واضطرابات القلق، علمًا بأني كنت منذ الصغر أعاني من الخجل الشديد، وهو ما أفضى إلى الرهاب.

تجاوزت سن الأربعين وما زلت أتجنب المواجهات، وأفضل البقاء في المنزل، وتركت عملي مرارًا وتكرارًا بسبب عدم قدرتي على التعامل مع الآخرين، وترتب على ذلك معاناتي من اكتئاب دائم ومزمن، وبعض الخلافات مع أطفالي وزوجتي، لحرمانهم من الخروج بسببي.

وصف لي الطييب السيروكسات والإندرال، واستمررت عليهما ثلاثة أشهر بدون تحسن، أرجو الحل، ووصف دواء فعال للرهاب والقلق والاكتئاب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.

أخي: يجب أن تكون لديك قناعة مطلقة أنك في عمرٍ يجب أن تتغيّر فيه، يجب أن تتواصل اجتماعيًا، والإنسان من الناحية السلوكية هو عبارة عن أفكار ومشاعر وأفعال، ويجب أن تبدّل الفكر السلبي لتجعله فكرًا إيجابيًا، وكذلك المشاعر، ويجب أن تكون أفعالك كلها إيجابية، تكون مُجيدًا لعملك، وأن تُحسن التواصل الاجتماعي، أن تقوم بواجباتك الدينية، وأن تكون لك آمال وطموحات وأهداف، وتضع الآليات لتصل إلى أهدافك.

ممارسة الرياضة أيضًا نعتبرها مكوّناً ضرورياً جدًّا للصحة النفسية، والآن توجد دراسات كثيرة جدًّا تُشير أن علاج الاكتئاب والتوترات المشابهة والمماثلة يكون عن طريق ممارسة الرياضة والصوم المتقطع، هذا الأمر الآن أصبح ماثلًا أمامنا، وكثير جدًّا من العلماء توصَّلوا إلى هذه النتائج، فأرجو أن تجعل لنفسك نصيبًا من ممارسة الرياضة ومن الصيام المتقطع.

وأنا أنصحك بنصيحة مهمّة جدًّا من خلالها –إن شاء الله تعالى– تتغلّب على عملية الانزواء والانقطاع وافتقاد التفاعل الاجتماعي: لا تتخلف عن واجب اجتماعي، هذا ضروري، أن تصل الأرحام، تتفقد الجيران، تمشي في الجنائز، تزور المرضى، تحضر الأعراس، هذه واجبات عظيمة جدًّا، وعليك أيضًا بالصلاة مع الجماعة في المسجد، وبهذه الكيفية سوف تجد تلقائيًا أن عملية الخوف والرهبة والانقطاع والانزواء الاجتماعي قد تلاشت واختفت تمامًا.

أمَّا الدواء الذي أنصحك بتناوله فهو عقار (سيبرالكس) والذي يُعرف علميًا باسم (اسيتالوبرام)، دواء ممتاز جدًّا لعلاج القلق والرهاب والخوف، والوسوسة والاكتئاب.

الاسيتالوبرام قليل الآثار الجانبية السلبية، فقط قد يؤدي إلى زيادة في الشهية نحو الطعام، وإن كان لديك مشكلة في الوزن يجب أن تتحوّط، وأيضًا قد يؤدي إلى تأخُّرٍ في القذف المنوي قليلًا عند المعاشرة الزوجية.

الجرعة المطلوبة في حالتك هو أن تحصل على الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرامات، تناول نصفها –أي خمسة مليجرامات يوميًا– لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها عشرة مليجرامات يوميًا لمدة شهرٍ، بعد ذلك اجعلها عشرين مليجرامًا يوميًا، وهذه هي الجرعة العلاجية التي يجب أن تتناولها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة واجعلها عشرة مليجرامات يوميًا لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة، هي المدة الوقائية المطلوبة، بعد ذلك اجعل الجرعة خمسة مليجرامات يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرامات يومًا بعد يومٍ لمدة عشرين يومًا، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً