الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حائر بين استمراري في تخصص لا أرغب به أو تغييره.. أرشدوني

السؤال

السلام عليكم.

أنا الآن أدرس طب أسنان في السنة الأولى، مع العلم أني لا أحب تخصص الأسنان، بل شغفي وطموحي هو الطب البشري، ولقد تقدمت للبشري سنتين ولم يُقدّر لي، وكان بيني وبين المقبولين نصف درجة في السنتين، سأقدم السنة القادمة للبشري، وأواصل هذه السنة دراسة طب الأسنان، وإذا ربي أراد لي القبول سأترك دراسة طب الأسنان، وأدرس الطب البشري من الصفر، مع العلم أني سأكون في السنة الثانية في طب الأسنان.

بماذا تنصحونني: هل أقدم العام القادم للطب البشري -وإذا أراد الله وقُبِلتُ أتوكل على الله- وأرجع للطب البشري، أم أواصل في دراسة طب الأسنان؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طالب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهمنا مشكلتك، ونتفهم مدى صعوبة القرار، وإليك بعض النصائح التي قد تساعدك في اتخاذ القرار المناسب:

- إذا كنت تشعر بشغف حقيقي تجاه الطب البشري، وترى مستقبلك المهني في هذا المجال، فقد يكون من الجدير المحاولة مجددًا للالتحاق بهذا التخصص، الشغف غالبًا ما يكون دافعًا قويًا لتحقيق النجاح والتميز.

- عليك تقييم احتمالية قبولك في الطب البشري مجددًا، هل لديك خطة لتحسين درجاتك أو أدائك لزيادة فرص القبول؟

- إذا قررت مواصلة دراسة طب الأسنان للسنة الحالية وتقديم طلب للطب البشري في نفس الوقت، قد يكون هذا قرارًا حكيمًا، ستظل لديك خطة بديلة إذا لم تحصل على قبول في الطب البشري مرة أخرى.

- تحدث مع مستشار أكاديمي أو أطباء يعملون في المجالين -طب الأسنان والطب البشري-؛ للحصول على آرائهم ونصائحهم، فقد يقدموا لك منظورًا مختلفًا يساعدك في اتخاذ القرار.

- يجب أن تأخذ في اعتبارك التكلفة المالية لمواصلة الدراسة في طب الأسنان، مقارنةً بالبدء من جديد في الطب البشري، هل لديك الدعم المالي اللازم لذلك؟

- البدء من الصفر في مجال جديد قد يكون تحديًا نفسيًا، فهل أنت مستعد لذلك؟ باختصار: من المهم أن تتبع شغفك، ولكن أيضًا أن تكون واقعيًا في تقييم الفرص والموارد المتاحة لديك، إذا كنت تشعر بأن الطب البشري هو ما ترغب به حقًا، فقد يكون من الأفضل المحاولة مرة أخرى، ولكن مع وضع خطة بديلة في الاعتبار.

لا تنس الاستخارة في مثل هذه القرارات، وذلك بصلاة ركعتين من غير الفريضة، وقول هذا الدعاء: «اللهُمَّ إنِّي أسْتَخيرُكَ بعِلْمِكَ، وأسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأسْألُكَ مِنْ فضلِكَ العَظِيم، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولا أعْلَمُ، وأنْتَ عَلاَّمُ الغُيوبِ، اللهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أن هذَا الأمرَ -ويسمي الشيء الذي يريده- خَيرٌ لي في دِيني ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أمْري عَاجِلهِ وآجِلِهِ فاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لي، ثمَّ بَارِكْ لي فيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أمري عَاجِلِهِ وآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، واقْدُرْ لِيَ الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي بِهِ».

نتمنى لك التوفيق في اتخاذ القرار الصحيح وتحقيق طموحاتك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً