الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مترددة بين خاطبين أحدهما شديد والآخر ضعيف الشخصية

السؤال

السلام عليكم.

تقدم لي خاطبان، وأهلي يريدونني أن أوافق على أحدهما، ولكنه ليس بقوة الشخصية التي أريدها، وقد أستصغره في نفسي، أما الآخر الذي أريده فهو قوي الشخصية، وبه بعض الشدة، وأخاف أن تؤثر هذه الشدة علي سلبًا، ولكنني أظنها مطلوبة، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك –بنتنا الفاضلة– في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك مَن يُسعدك، وأن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به، وأن يُلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

إذا كان الخاطب الأول والثاني كلاهما صاحب دين، وصاحب أخلاق؛ فالخيار بعد ذلك لك وليس لأهلك؛ فأنت مَن سيختار مَن تجدين معه الارتياح والانشراح، ومَن تشعرين أن ما عنده سيُكملُ النقص الذي عندك؛ فالحياة الزوجية تقوم على التكامل، و(النساء شقائق الرجال) كما جاء عن النبي العدنان (ﷺ).

إذا كان الأهل يرفضون اختيارك، فاجتهدي في إقناعهم، وبيّني لهم أن المرأة هي التي تختار، وعليهم أن يعطوك الشروط الأساسية، وأن يتأكدوا من صلاحه، وصدقه، وهذا دور المحارم؛ لأن الرجال أعرف بالرجال، والذي نقوله على ضوء ما فهمناه أن الخاطب الأول والثاني كلاهما مناسب من الناحية الدينية، ومن الناحية الأخلاقية، لأن هذا هو الأساس، وبعد ذلك تأتي الأمور الأخرى، ومن أهم الأمور التي ينبغي أن تبني عليها رأيك الشخصي: الميل الذي تجدينه في نفسك، والقبول، والارتياح، والانشراح الذي يحصل معك، فأنت مَن ستعيشين معه، وليس الأهل.

وفي هذه الحالة ينبغي أن تحترمي اختيارهم، وأن تشكريهم، وأن تحاولي أن تُبيّني لهم الأسس التي تريدين أن تبني حياتك عليها، وأكرر: أنت صاحبة القرار والاختيار، والأهل فقط عليهم أن يتأكدوا من الشروط الأساسية، أمَّا الميل، والارتياح، والانشراح، والاختيار فهو حقٌّ لك، فأنت مَن ستعيشين مع هذا الرجل.

ونحب دائمًا أن نقول: إن الحياة الزوجية تلاق بالأرواح، فـ «الأرواح جنودٌ مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف» ومن الصواب في الزواج أيضًا أن يُكمل الإنسان نقصه، ويُغيّر الصفات التي يحتاجها في شريك العمر، وهذا الكلام طبعًا يُوجّه للزوج وللزوجة.

في هذه الحالة إذا كان خيارك سيُخالف خيار الأسرة؛ فأرجو إقناعهم، وتطييب خاطرهم، وشكرهم على الاهتمام، ولكن في النهاية ستختارين من ترتاحين إليه.

أكرر: كلامي هذا مبني على أن هناك تساوياً في الدّين، أمَّا إذا كان هناك مَن يتقدّم في الدّين والأخلاق فهذا يتقدّم على غيره، بمعنى: أن صاحب الأخلاق نقدّمه على غيره، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً