الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي ابن مراهق أتعبني كيف أتعامل معه وأربيه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا رجل متزوج، وعندي أربعة أولاد بعمر 19، و15 و13 و4 سنوات، ونحن أسرة متدينة لحد كبير، ومشكلتي ممع ابني الذي بعمر 15 سنة، حيث بدأت منذ فترة تحدث منه مشاكل تضعنا في موقف حرج مع الناس، سواء في المدرسة، أو خارجها.

للأسف امتدت يده إلى أموالنا في البيت، ثم الإنكار والحلف بالله ما أخذ، ويتبين بعد فترة أنه هو، ويكذب كثيراً، وأنا أحاول معه بالحوار والجدال، وقد أمنع منه الموبايل أو المصروف في بعض الأحيان، ولكن أصبح عندي قناعة أن الحوار هو الحل الأفضل، وليس الضرب أو الإهانة.

للأسف كذلك لا يحل الحوار والنقاشات أي شيء، حتى إنه يكره مناقشتي، لأنه لا يريد من يعرفه بالأخطاء، وأمه تحاول معه ولكن دون جدوى، وحاولت قدر الاستطاعة إشغاله بالشغل في الإجازة، وبالفعل هو يشتغل، ولكنه مع صحبة سيئة، ويدخل في بعض الأحيان في مشاكل وفي الأخير المشاكل تبقى في وجهي أنا.

علماً بأن أمه محفظة للقرآن، وبالنسبة لإغنائه عن مد يده للأموال، فأنا رب أسرة متوسط الحال، فمن الصعب أن أعطيه كل ما يريد، وأنا أفهمته ذلك، وعرفته وقلت له سأساعدك على قدر استطاعتي، واكتشفت أنه يشرب السجائر من ورائي، وكلما واجهته يكذب علي، وأنا في الأغلب أحاول تجاوز بعض المواقف، ثم أنصحه بطريقة غير مباشرة، وأتجنب تعريفه أني أعرف ما صنع حتى أستطيع توجيه النصائح، حتى يتقبلها، فأنا حالي بين المواجهة وبين غض الطرف لمشاكله.

آخر ما حدث منه أنه على علاقة بزميلة له في المدرسة، وللأسف أمها تعرف وموافقة على ذلك، وأنا عرفت من أخته الكبرى أنه يقابلها، فماذا أفعل مع كل هذه المشاكل؟ وكيف أربيه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رضا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك وأولادك، إنه جواد كريم، وبعد:

لا شك أن مرحلة المراهقة من أشد المراحل التي يمر بها الشاب، ذلك أن تغييرات جسدية ونفسية تحدث له، وطبيعة المراهق أنه يريد فرض سيطرته، أو ما يراه صواباً على محيطه الذي يعيش فيه، وهذه الشخصية متى ما استحكم فيها هذا الشعور فإنها ترفض الأوامر، بل وتعارضه، وهذا التفهم منك -أخي الكريم- أمر مهم كقاعدة أولية يجب الانطلاق منها، ثم هناك عدة وصايا نجملها فيما يلي:

1- تجنب الأوامر الحادة، واعتمد طريقة الإقناع الهادئ.
2- اجتهد في الاستماع لولدك كثيراً، ولا تقل: إنه يهرب مني! بل قل: كيف أجعله يتحدث معي، ونقول لك: ثلاثة أمور ستجعله يتحدث:
- الأمان عند الحديث معه.
- الشعور بأنك ستساعده من غير منّ.
- المصاحبة والملاطفة.
3- فن إدارة التعامل مع المشاكل، وخاصة الغضب، يجب أن تكون قدوة أمامه في ذلك، حتى لا يعتمد الغضب أو العصبية كوسيلة للحل.
4- لا تحاصره بالطلبات والأوامر والنواهي، وتذكر أنه يشعر في نفسه أنه رجل وعاقل وكبير، ومدرك لكل شيء، لذا اجتهد في الإقناع كوسيلة.
5- حاول صرف طاقته إلى الرياضة، وتخير الرياضة التي يحبها ووجهه لها.
6- التخلية تكون بالتحلية، فإذا ما أردت صرفه عن أصدقاء السوء فلا بد من بدائل، لذا اجتهد أن يتعرف على شباب صالح دون أن يكون ذلك بطريق مباشر لك.
7- أسمعه كلام الحب، فإن المراهق لا يفهم المحبة الصامتة، أكثر له من ذكرك له أنك تحبه وأنه الأقرب إلى قلبك.
8- ازرع فيه الثقة بنفسه، وأوكل له بعض المشاريع أو المهمات التي يكون فيها قائداً أو مسؤولاً.
9- اجعل له من قيام الليل نصيباً من الدعاء، فإن للدعاء سراً عجيباً.
10- تجنب الوعظ المباشر، واجعل غيرك يقوم بذلك، واجتهد أن تذهب به إن استطعت إلى العمرة لعل الله يشرح صدره هناك.

هذه بعض الوسائل التي تنفع في كل الأحوال -إن شاء الله-، المهم الصبر والدعاء وعدم اليأس، ونسأل الله أن يبارك لك فيه، وأن يحفظه من كل مكروه، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً