السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في مرحلة الشباب، أعلم أن أبي يخون أمي، حتى إن أمي اكتشفت خيانته ذات مرة، لكنها استمرت معه ولم تطلب الطلاق من أجلنا، مع ذلك فأمي لم تُقصِّر معه أبدًا، بل كانت الزوجة المثالية التي يحلم بها أي رجل، لم تُقصِّر في واجباتها تجاه بيتها، ولا مع أبي، بل تقول دائمًا: "لا أريد أن أعصي الله به".
أبي لم يقدّرها يومًا! هي تساعده بالمال، وربّتْنا وحدها، بينما كان هو يلهُو ويلعب، ويتركنا وحدنا في طفولتنا، لم يُقدّم لأمي إلا الصراخ، والتقليل من شأنها ومن عائلتها، لا يسمح لها بالخروج أبدًا، ولا يخرج معها، رغم ذلك، هو ليس بخيلًا ماديًا، فهو يوفر لنا المال وبعض الاحتياجات، لكنه يفتقد اللين والحنان كأب، طوال حياتي أشعر أنني يتيمة الأب، رغم أنه موجود في المنزل.
مشكلتي مع والدي: عندما يكون في البيت، لا يجلس معنا أبدًا، بل يعمل لساعات قليلة، ثم يعود ليأكل وينام، وبعدها يذهب لرؤية من يعرفها، لا يغضّ بصره أبدًا، بل ينظر إلى النساء حتى عندما أكون معه، لا أستطيع نصحه أو محادثته في أي أمر؛ لأنه يغضب بشدة، ولا يحب الجدال أو الاعتراف بخطئه.
ذات مرة، ناقشته بأسلوب محترم جدًا في مسألة دينية، وأخبرته أنه "لا يوجد شيء اسمه بدعة حسنة"، فبدأ بالصراخ عليّ، وأهانني قائلًا: "لستِ أهلًا للكلام في الدين، فأنتِ حتى لا تحفظين جزء عمّ!" رغم أنني أحفظ كتاب الله كاملًا، وأحافظ على صلاتي، وهو لا يصلي بانتظام، وإن صلى فإنه يقطع في صلاته، ويؤديها في المنزل، ويحلق لحيته.
لا أعلم ماذا أفعل! أبي يُدمّر العائلة بيده، وأنا أحزن جدًا على أمي، التي تتحمل كل ذلك لأجلنا، كيف أتعامل معه؟ كيف يمكنني أن أجد القوة لأقول له ما ينبغي قوله؟ ما هي نصيحتكم لي وله؟ جزاكم الله خير الجزاء، ووفقكم لما يحب ويرضى.