الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الطلاق بسبب إدمان زوجي للحشيش، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد أن أستفسر عن أمر يهمني ويهم بناتي، أنا متزوجة ولدي طفلتان، ومنذ بداية زواجي وأنا أعاني الأمَرِّين مع زوجي، ودائمًا نحن في مشاكل، يسبُّني ويسبُّ عائلتي، ويظلمني، ويتهمني في عرضي، حتى شككت أنه يمكن أن يكون سحرًا أو ما شابه ذلك، ولكن بعد 8 سنوات من المعاناة اكتشفت أنه مدمنٌ للحشيش، وأنا في صدمة الآن، وأريد الطلاق حفاظًا على ما تبقى لي من صحتي النفسية والجسدية فعلًا؛ لأنه دمَّرني، ولأجل الحفاظ على بناتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك - أختنا الكريمة - في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، وأن يُقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبعد:

قد فهمنا رسالتك جيدًا، ونرجو أن تنتبهي لحديثنا جيدًا:

الزوج قد ذكرتِ أنه سيء، وأنه يظلمك ويسبّ عائلتك، وأنك اكتشفتِ أنه مدمنٌ للمخدرات، وهذا يعني أنه ليس في قواه العقلية الصحيحة، ويعني كذلك أنه لو شفاه الله وأصلحه من هذا الداء سيكون خيرًا لك ولبناتك؛ وعليه فإننا يجب أن نضع النقاط على الحروف جيدًا، ونسأل هذه الأسئلة:

- هل زوجك من أول الزواج إلى اليوم هو على هذه الحالة؟ أم المسألة طارئة عليه بعد الإدمان؟
- هل إصلاحه متعذر أم ممكن؟
- هل تشعرين معه بالخوف عليك جسديًا أو على البنات؟

فإذا كان الأمر طارئًا، وإصلاحه ممكن، وتستطيعون العيش معه بأمان - ولو في الحد الأدنى إلى أن يعافيه الله - فإننا ننصح بعدم السير في الطلاق، والاجتهاد بمعاونة أهل الاختصاص حتى يشفيه الله تعالى.

أمَّا إذا كان هذا الطبع أصيلًا فيه، وإدمانه أصبح جزءًا من حياته، ولا تَأْمنون معه على أنفسكم فإننا ننصحكم بما يلي:
1- استشارة أهلك فورًا وإخبارهم بالمسألة كاملة.
2- الاحتماء بعد الله بالأهل وأنت بينهم، ثم إعطاء الفرصة لبعض الصالحين من أهلك وأهله، ليردوه عن الطريق المحرم.
3- إن فشلت كل تلك المحاولات ونَصحك الأهل بالطلاق؛ فلا حرج في ذلك، حفاظًا على نفسك وبناتك، لأن حفظ النفس وحفظ العرض واجبان، وهما من الضروريات المتفق عليها، كما نص عليه العلماء.

نسأل الله أن يهديه وأن يصلحه، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً