الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو الحل في إدراك ما فات وأنا على أبواب الامتحانات؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة في الثانوية العامة، وأعاني من رعشة في اليدين، تزداد مع التوتر أثناء الامتحانات، وعندي سرعة في ضربات القلب، وقلق من الأماكن المزدحمة، يحدث لي نوبات هلع، وأنام كثيرًا، يعني لولا أهلي ما استيقظت.

مستواي الدراسي كان جيدًا جدًا ومرتفعًا، وكنت من الأوائل في فترة الابتدائي، وفي الإعدادي قلَّ مستواي، ثم زاد وحصلت على تقدير جيد جدًّا في العام الأخير، وفي الثانوية ما كان عندي رغبة في الذهاب للمدرسة، ولم أذهب إلَّا في الامتحانات، أو كل أسبوع مرة أو اثنين، وكنت أتعرض للكثير من التنمُّر في كل مراحل حياتي، وما زلت.

في السنة الأولى رسبت في الرياضيات لأني لم أدرس جيدًا، مع العلم كنت أحب الرياضيات، وصرت أكرهها، وفي السنة الثانية حصلت على مقبول أو جيد، وكنت لم أدرس وقتها، وكنت أقنع نفسي أني لو درست سأكون من الأوائل.

هذه السنة الأخيرة في الثانوية بالقسم العلمي، وأنا لم أدرس جيدًا، ولا أعرف كيف أدرس إلى الحين، وكانت لي خطط كثيرة لم أفعلها، والوقت يمضي بسرعة كبيرة، وأنا لا أستطيع التأقلم، وباقي على الامتحانات ١٢ يومًا، وعليَّ الكثير من الدراسة، وكنت أفكر أن أؤجل امتحانات هذا العام للعام القادم، لكن أهلي يرون أني متوترة فقط، أخاف أن أرسب مثل السنة الأولى، وعندي نوبات هلع بدأت تأتيني وأنا في البيت، وتعبت من كثرة التفكير.

فما هو أسرع حلٍّ خلال هذه الأيام؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ليس غريبًا عندما يصل الإنسان إلى امتحانات الثانوية أن يشعر بالكثير من القلق والتوتر، وحقيقةً سؤالك أعادني سنينَ إلى الوراء عندما كنتُ أدرس الثانوية، فهذا أمرٌ يكاد يكون طبيعيًا، ولكن إذا زاد التوتر والقلق إلى حدّ يمنعنا من الدراسة فهنا لا بد أن يكون الأمر قد تجاوز الحدود الطبيعية.

بُنيّتي: إنَّ ما تشعرين به أو تمرين به له أسبابٌ متعددة، ولكن التنمُّر الذي تعرّضت له في كل مراحل حياتك -وما زال- أحد الأسباب الرئيسية، فنصيحتي:

أولًا: يجب أن نعمل على إيقاف هذا التنمُّر، وهذا يتوقّف على: أين، ومِن قِبل مَن؟ وكيف يحصل هذا التنمُّر؟ فلا بد من اتخاذ إجراءات سليمة رادعة لنوقف هذا التنمُّر، وإلَّا فقد يصعب الخروج من الحالة النفسية التي أنت فيها.

بُنيّتي: إنَّ الخطوة الأولى في إيقاف التنمُّر هو الحديث مع أشخاص تثقين بهم، سواء داخل الأسرة أو في المدرسة، وخاصةً إذا كان التنمُّر يحصل لك داخل المدرسة، فهذا التنمُّر يجب أن يُوقف اليوم قبل الغد. هذا من جانب.

من جانب آخر: نعم ربما التنمُّر يُسبِّب الكثير من نوبات الهلع والقلق الذي تشعرين بها، إلَّا أن هذا ليس مبرِّرًا لعدم الدراسة أو عدم الذهاب إلى المدرسة، فمن لا يدرس لا ينجح، هذه قاعدةٌ طبيعية، فإذا أردت النجاح -وأظنُّك راغبةً بالنجاح، ولهذا كتبتِ إلينا- فليس هناك من سبيلٍ إلَّا سبيل واحد وهو فتح الكتاب والدراسة، والتفكير بعد التوكُّل على الله عز وجّل، وطلب التوفيق، إلّا أن الدعاء لله تعالى يجب أن يترافق مع اتخاذ الأسباب، وهو وضع الرأس بالكتاب، ومحاولة الفهم والتحليل والتذكُّر؛ لكي يستطيع الإنسان تجاوز الامتحانات، ليخرجَ بالنتيجة التي يتطلَّعُ إليها.

حاولي -بُنيّتي- أن تُركّزي على مصلحتك، فعدم الدراسة وعدم النجاح ليس في مصلحتك كما تعلمين؛ لذلك التفكير فيها يمكن أن يشدّ من عزيمتك، لتعودي إلى الدراسة، وخاصةً من الواضح -وكما ذكرتِ في سؤالك- أنك لا تفتقدين إلى المهارات الذكائية، فهي موجودة -بإذن الله عز وجل- إلَّا أن العلم يجب أن يُؤتى من خلال الدراسة والسهر والفهم.

داعيًا الله تعالى لك أولًا: بأن يُخلصك من هذا التنمُّر المؤذي. وثانيًا: أن يشرح صدرك لتكوني ليس فقط من الناجحات، بل من المتفوقات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً