الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أوفق في تحقيق حلمي في التخصص الدراسي، فهل أتنازل عنه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أسعى لدراسة علم الطب البشري عن شغف وحب لهذا العلم والتخصص، وأسعى له بكامل جهدي.

هذا الهدف والطموح موجود عندي منذ صغري، لكن الظروف منعتني من ذلك، والآن أحاول الحصول على مقعد في الجامعة منذ ثلاث سنوات على التوالي، ولكن جميع محاولاتي للأسف الشديد كانت فاشلة.

إلى يومنا هذا ما زلت أحاول وأسعى لها بالرغم من صعوبة الظروف بشكل عام، أنا لا أحب أن أضع لنفسي الأعذار، بل أسعى دائمًا إلى حلول للمشكلة، وهناك أمر يجب أن أذكره وهو أنني متأخر عن الدراسة بشكل عام، وانقطعت عن الدراسة لفترة ما يقارب ٦- ٨ سنوات، والحمد لله بإصرار وعزيمة أنهيت الثانوية العامة منذ ثلاث سنوات.

أنا أدرس وأجتهد في كل سنة بكامل طاقتي، ولا أفوت يومًا دون أن أدرس، وأشعر أني سأصل لحلمي باختبار السنة الذي يقام، ولكن دائمًا يقابلني خلاف ذلك، وتبوء محاولتي بالفشل، وكلما فشلت يزداد إصراري على تحقيق هذا الأمر؛ لأني شخص طموح، وأحب التحدي.

أخشى أني أضيع وقتي وعمري وأنا أحاول، فأنا أبلغ من العمر٢٦-٢٧، كثير من الناس يقولون لي: أدرس أي شيء، ولا تضع المزيد من وقتك، وعمرك وأنت تحاول، إن كانت لك لحصلت عليها من البداية، والحقيقة أن هذا الكلام يسبب لي الإحباط نوعًا ما، ويضعف من عزيمتي، وأنا لا أراه منطقياً؛ لأنني مغترب عن بلدي، وأسعى لتكوين نفسي، وهدفي الأساسي هو طلب العلم، وليس أن أصبح غنياً، أو مشهوراً.

سؤالي هو: متى يجب أن أتوقف عن المحاولة بالحصول أو الوصول إلى حلمي وطموحي الذي أسعى له منذ سنوات ثلاث؟ وهل يجب علي أن أتوقف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نثني على عزيمتك وإصرارك في السعي لتحقيق حلمك في دراسة الطب، هذا النوع من الطموح والإصرار هو ما يميز الأشخاص الناجحين، ومع ذلك أحيانًا تكون الظروف أقوى من رغباتنا، وقد نحتاج إلى إعادة تقييم خططنا، وتوجيه مساراتنا؛ لتحقيق أهدافنا بطرق مختلفة.

دعني أقدم لك بعض النصائح والتوجيهات من جوانب مختلفة:

• قم بتحليل الأسباب التي تمنعك من الحصول على مقعد في الجامعة، هل هي متعلقة بالمعدل الأكاديمي؟ هل هي متعلقة بالظروف المالية؟ أم هي عقبات إدارية أو جغرافية؟

• استشر أشخاصاً لديهم خبرة في المجال الأكاديمي، سواء من أساتذة، أو مستشارين تعليميين؛ لمعرفة المزيد عن الخيارات المتاحة أمامك.

• ربما يمكنك النظر في التخصصات القريبة من الطب مثل: التمريض، العلوم الصحية، أو العلوم البيولوجية، هذه المجالات قد تكون أقصر في المدة الدراسية، وأقل تنافسية.

• قد تكون هناك فرص أفضل للدراسة في دول أخرى حيث الشروط قد تكون أقل تعقيدًا.

• عليك بالصبر والتوكل على الله، قال الله تعالى في سورة الشرح: (فإن مع العسر يسرًا إن مع العسر يسرًا)، الصبر والتوكل على الله هما مفتاحا النجاح.

• الجأ إلى استخارة ربك في قراراتك فستمنحك الطمأنينة وستساعدك في اتخاذ القرار الصحيح، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار).

• تذكر أن كل شيء يحدث بقدر الله، إذا لم يكن نصيبك في هذا المجال فاعلم أن الله سيختار لك الأفضل.

• ضع لنفسك مهلة زمنية محددة لتحقيق هذا الهدف، وإذا لم يتحقق في هذه الفترة، ففكر بجدية في البدائل.

• استغل الوقت في تطوير مهاراتك الشخصية والأكاديمية، والتي قد تساعدك في مجالات أخرى إذا لم تتمكن من تحقيق هدفك الأساسي.

• قد تكون هناك منح دراسية متاحة تساعدك في تحقيق حلمك دون أن يكون فيها عبء مالي.

• تواصل بشكل مباشر مع الجامعات لمعرفة المتطلبات، والإجراءات بشكل أدق.

ختامًا: نسأل الله أن يوفقك في مساعيك، وأن يرزقك النجاح والتوفيق في كل خطواتك، استمر في السعي ولا تفقد الأمل، ولكن كن مرنًا في خططك، وكن مستعدًا للنظر في بدائل أخرى تحقق لك النجاح والسعادة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً