الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهلي يفرقون في المعاملة بيني وبين أختي، فماذا أفعل؟

السؤال

أمي وأبي دائماً يقارنانني بأختي، وأنا أقول لهم: ما دخلي أنا؟ يريدونني مجتهدة في دراستي، لكني لا أعرف ماذا أفعل أكثر من هذا؟ أذاكر، وأذهب للامتحان وأخطئ؛ لأني أنسى، ولا أعرف لماذا؟ ويسخرون من شكلي منذ وأنا صغيرة، هم يقصدون المزاح، لكن هذا يؤثر عليّ!

أكلي قليل ووزني خفيف، وبشرتي وشعري كذلك، ونفسيتي محطمة! المهم الآن توجد مادتان امتحنتهما، وعندما جئت للمذاكرة وجدت أني لم أكمل النص، والنجاح عندنا من ستين في المئة، ولذلك سأخبرهم من الآن حتى لا يُصدموا ويلومونني!

أنا مللت، بقي لي امتحانان، ولم أعد أريد المذاكرة ولا غيرها، ولم أعد أهتم بأحد!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك -أختنا- في موقعك إسلام ويب، وإنّا نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يصلح حالك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.

دعينا نجيب عليك ابتداء من خلال تسجيل عدة حقائق:

أولًا: ما فعله الأهل معك ليس نتيجة كره لك أو احتقار، ولا لمحبة زائدة لأختك عليك أو لصاحباتك، وإنما هي شدة حرص منهم ومحبة لك خالصة.

ثانيًا: الهدف من المقارنة عندهم ليس إلحاق أي ضرر نفسي بك مطلقًا، وإنما القصد منه تحفيزك وتشجيعك على التقدم، فهما يريدان أن يستفزا فيك الهمة، ويُنهضا فيك الغيرة؛ حتى تتقدمي للأمام.

ثالثًا: مسألة النسيان أثناء الامتحان أمر عارض، ويشترك فيه كل البنات بصور مختلفة، لكن دعينا نكن واضحين معك: النسيان لا يأتي على أصول ما ذاكرت وفهمت، وإنما يقع على ما تمت مذاكرته من دون إحكام.

ودعينا نضرب لك مثالًا: لو جاء لك سؤال في الامتحان هذا نصه: اكتبي سورة الفاتحة؟
مهما كنت متوترة فلن تخطئي فيها، لماذا؟ لأنها صارت عندك محكمة، أما النسيان فيقع على ما هو دون الإحكام.

رابعًا: إننا ننصحك بما يلي:
1- الاجتهاد في أخذ الانتقاد بإيجابية وفق ما ذكرنا لك، لا وفق ما يريد الشيطان أن يجذبك إليه.
2- الجلوس مع الوالدة والأهل كثيرًا، والحديث معهم عن العقبات التي تواجهك، وإشراكهم في همك وألمك.
3- المذاكرة لا بد أن تكون وفق معايير السؤال والجواب، وهي أفضل وأنجع الوسائل، وصفتها كالآتي:
- قراءة فصل أو ملزمة أو ورقة، ثم وضع أسئلة على كل فقرة من تلك الفقرات، ثم الإجابة في ورقة خارجية على تلك الأسئلة، ثم فتح الكتاب لمعرفة الصحيح من الخطأ، ثم التركيز على الأخطاء، ومراجعة الصواب، ثم الانتقال إلى فصل آخر، هذه -أختنا- هي أفضل الطرق في المذاكرة.

4- عند دخول الامتحان أكثري من ذكر الله تعالى، ولا تتعجلي الإجابة، واجعلي كل اعتمادك على الله تعالى، وكوني على يقين بأن الأمور بيد الله تعالى، والأقدار ماضية، وكل تقدير الله لحكمة، وكلما هدأت نفسك بهذا كلما سهل عليك الامتحان، وخف عندك الاضطراب.

نسأل الله أن يوفقك وأن يرعاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً