الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يرغب بطفل، وأنا أخاف من المسؤولية، فما توجيهكم لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

انفصلت ولدي ثلاثة أطفال، ثم تزوجت من شخص آخر، وهو الآن يريد طفلاً، وأنا لا أريد، حيث إن لديه أبناءً من أرملته، لكنني خائفة من الإنجاب؛ لأنه شخص انتقادي، وأخاف من المسؤولية، فقد جربتها لوحدي؛ لأنني مغتربة، ولا يوجد لدي أحد يساعدني، وخائفة من التربية ومسؤولية الطفل أكثر من الحمل والولادة، فأنا في حيرة من أمري.

هو يرغب في إنجاب طفل، لكنني خائفة منه، علمًا بأن أصغر أطفالي عمره 7 سنوات، فهل أحاسب على أنني لا أمنح زوجي ما يريده من أطفال؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُعينك وزوجك على إقامة حياة زوجية مستقرّة، وأن يُعينكما على الوفاء للأبناء من الزيجات السابقة بالنسبة لك وله، فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤول عن رعيته.

ونحب أن نُذكّر بأن مسألة الإنجاب من عدمها هي مسألة تخضع لاتفاق الزوجين؛ فإذا كان زوجك يرغبُ في إنجاب طفلٍ، فأرجو أن تُساوميه على تحمُّل المسؤولية، وعلى تغيير نمط حياته، وإلَّا ففي إنجاب الذُّريّة خير، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يُفاخر ويُكاثر بنا الأُمم، وإنما يُفاخر ويُكاثر بالمصلّين الموحدّين المطيعين لله رب العالمين.

إذا كان زوجك يرغب في إنجاب طفلٍ فلا نرى أن تعترضي، ولكن من حقك أن تقولي: "أحتاجُكَ معي، التربية مسؤولية، والمسؤولية تحتاج إلى مشاركة من الأب والأم، وظرفي كذا ..."، يعني تكون المسألة بالحوار، والتراضي؛ لأن مسألة الذريّة، والقرار فيها -نُنجب أطفالاً أو لا ننجب- قرار مشترك، وينبغي للزوج أيضًا أن يُرغّبك، ويُعطي الوعود، وأن يُسهّل لك أيضًا هذه المسألة.

وأنتِ لن تُحاسبي على ما يحصل، لكن الأفضل أن تُنجبا أطفالاً، وأن تتفقا على حُسن رعايتهم وتربيتهم، ونتمنّى أيضًا أن يتفهم الزوج هذا الظرف، ونحن نميل إلى إنجاب الذرية؛ لأن هذا أكمل أجرًا، ويُحقق هدف النبي -عليه صلاة الله وسلامه-، لكن إذا كان لك مبررات فعلية فاذكريها لزوجك، فإن اقتنع فبها ونعمت، وإذا لم يقتنع، فنحن نوصيك -وأنتِ في مقام ابنتنا- أن تُلبّي رغبته، فلعلَّ هذا الطفل الذي يخرجُ يكون صالحًا، ويُصلح الله به الأُمّة ممَّا هي فيه، ويكون في ميزان حسناتكما، ولعلّه يكون سببًا في دخولكما الجنّة.

فنسأل الله أن يُصلح لنا ولكما النيَّةَ والذُّريَّة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات