الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كنت متعودًا على الصيام ثم أصبح يرهقني، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لماذا أواجه مشكلة في الصيام على عكس الماضي؟ ففي الماضي كنت أكثر قوة وتحملًا للصيام، وأخرج وأمارس الرياضة، ولا أجد أي صعوبة أو تعب، مع أن ذلك الصيام كان في فصل الصيف كما هو الآن!

لقد حاولت بالأمس صيام يوم تاسوعاء، وكان سيُغمى عليّ؛ لشعوري بضيق شديد في التنفس، وأرق، وقد حاولت أن أنام للتخفيف من ذلك الشعور، إلا أنني لم أستطع، أصبحت عاجزًا عن القيام بأي نشاط آخر، وأصبح نومي مضطربًا، وأشعر بقلق وتوتر، وقد أتممت الصيام بصعوبة.

اليوم هو يوم عاشوراء، وقد أصبت بنفس الحالة، وحاولت النوم لساعات فلم أستطع، وأصبت بضيق في التنفس، والمشكلة أن الجو حار، ولا أستطيع تشغيل المكيف؛ لأن والديّ منعاني، فقد كان يخفف عنيّ قليلًا.

أفطرت يوم عاشوراء بعد سنوات متواصلة من صيامه، وقد ضاع عليّ صيام أيام عشر ذي الحجة بسبب هذا الأمر، فقد كنت أصومها، وأثناء الصيام أعجز عن أي عبادة أخرى، كالتسبيح، والدعاء، وغيرها، وفاتني صيام واستغلال يوم عرفة، بل لم أستغله أصلًا!

لا تعلمون كم هو حجم الحزن والألم في قلبي! ولا أدري أين أذهب! ضيعت كل ما أحبه، حتى وصل الأمر إلى أعز وأحب الأشياء إلى قلبي، وإلى هواياتي المفضلة، وأصدقائي، وأهلي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسب ما ورد في الاستشارة، فإنك تعاني من ضيق في التنفس عند الصيام، مع الشعور بالأرق، ومن المعلوم أنه عند الصيام يمكن أن يحدث هبوط في الضغط، وفي سكر الدم، مع بعض الجفاف؛ بسبب نقص سوائل الجسم، وخاصة عند الصيام في الصيف، والتعرق الشديد.

وهذه الأسباب يمكن أن تؤدي للشعور بالصداع، والتعب العام، وضيق في النفس أحيانًا، وينصح بصورة عامة عند الرغبة بالصيام أيام الصيف من الإكثار من السوائل في الليل، ومحاولة أخذ فترة كافية من النوم والراحة، وتناول وجبة السحور، وتأخيرها كما هي السنة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وتجنب التعرض للشمس والحرارة العالية في النهار، ومحاولة الإفطار على وجبة خفيفة بداية من التمر، والماء، والشوربة، وبعد صلاة المغرب يمكن تناول وجبة الإفطار.

ومن الأمور المساعدة على التخفيف من الصداع في الأيام الأولى من الصيام: تناول حبتين من البانادول بعد وجبة السحور، وأن تكون وجبة السحور صحية وخفيفة، ولا تحتوي على المواد الدسمة، ولا السكريات التي تسبب العطش، والتعب خلال النهار.

وأما بخصوص إفطارك لهذا اليوم، فمن كان عادته أن يصومه قبل ذلك، وعجز بسبب المرض، فيرجى له أجر الصيام؛ لما روى البخاري، عن أبي مُوسَى رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا) فلا تتعب نفسك بكثرة الحسرات، فهي من الشيطان، واسأل الله التوفيق في مستقبل أيامك.

ونرجو لكم من الله دوام الصحة والعافية، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات