الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك خطورة من استخدام السيروكسات بدون وصفة طبية؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا أم، وأعاني منذ الصغر من العصبية من بعض الأصوات التي أسمعها، مثل طرقعة الأصابع، وصوت العلكة؛ حيث إنها تضايقني، وتسبب لي العصبية!

ومشكلتي الثانية هي: رؤية التغيرات الجسدية لأبنائي البالغين؛ حيث أشعر بالكره والضيق منهم بدون سبب، وقد تحدثت مع دكتورة نفسية أون لاين، ووصفت لي حبوب سيروكسات، وأعطتني جلستين للعلاج.

فهل الحبوب لها مضار؟ وهل أستطيع استخدامها بدون وصفة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك العافية.

كما تفضلت -أيتها الفاضلة الكريمة- لديك نواة عصبية توترية منذ الصغر، وهذه إحدى الظواهر التي نشاهدها لدى بعض الناس، وتتمثل الأعراض الإكلينيكية في عدم تحمُّل الإزعاج، والضوضاء، والأصوات، كما في حالتك -أيتها الفاضلة الكريمة- لكن الإنسان يمكن أن يُطبّع نفسه، يعني: ليس هنالك أبدًا ما يجعلك تتضايقين من الأصوات؛ لأن الأصوات المرتفعة موجودة في الدنيا، ونحن لا نستطيع أن نتحكم في هذه الأصوات، ويجب أن نقبلها كواقع، ويجب أن نتعايش معها.

فإذًا أنت محتاجة لأن تحضّري نفسك فكريًّا، ومعرفيًّا بأن الأصوات موجودة، والأصوات المرتفعة حتى وإن كانت مزعجةً للإنسان فيجب أن يتكيّف، وأن يتواءم معها.

لكن أن ينفر الإنسان ويتفاعل سلبيًّا مع واقعٍ لا يستطيع أن يُغيّره؛ هذه فعلًا تُسبب إشكاليةً، وتُسبب شعورًا بالإحباط، وشعورًا بالفشل، وهذا لا نُريده لك أبدًا.

في ذات الوقت التوترات العصبية، أو العُصابية الداخلية، حتى وإن كانت منذ فترة الصغر نتعامل معها تعاملًا إيجابيًّا، وذلك من خلال التعبير عن النفس، وتجنُّب الكتمان، نعم، عبّري عن وجدانك، عبّري عمَّا بداخلك، وخاصةً الأشياء التي لا تُرضيك.

مشكلتك الثانية: وهي شعورك بالضيق من أبنائك حين شاهدت التغيرات الجسدية عليهم، التغيرات المتعلقة بالبلوغ؛ هذا شيء حقيقةً عجيب وغريب -أمانةً وصدقًا-، ولا أعرف لماذا أنت بهذه الكيفية؟ هذا فكر يجب أن ترفضيه تمامًا، على العكس تمامًا يجب أن تسعدي وتفرحي أن أبناءك قد بلغوا، وأنهم الآن منطلقون نحو آفاق أخرى في الحياة.

مرةً أخرى: كما ذكرتُ لك في ما يتعلق بتحمُّل الأصوات العالية أو المزعجة، يجب أيضًا أن تُحَتِّمي على نفسك أن أفكارك حول التغيرات الجسدية لأبنائك هي أفكار خاطئة، وهي أفكار يجب أن تُرفض، ويجب ألَّا تُقبل، وحين تفكرين على هذه الشاكلة لن يحدث لك أي نوع من الضيق أبدًا؛ لأن هذا فكر غير منطقي، فكر يجب أن يُرفض، على العكس تمامًا يجب أن تستبدليه بفكرٍ إيجابي، وأن تحمدي الله تعالى على نعمة الذرية، وأنهم قد بلغوا هذا المقام الطيب، وأن تسألي الله تعالى لهم التوفيق، والصحة، والعافية.

لا تقبلي مشاعرك السلبية حول أبنائك دون أن يكون هنالك نوع من الرفض والمقاومة، والرفض والمقاومة تكونان على مستوى الفكر، على نفس الشاكلة التي ذكرناها لك.

العلاج الدوائي: أعتقد أنه في حالتك سوف يساعدك كثيرًا، وأتفق مع الطبيبة أن عقار (سيروكسات)، والذي يُسمى (باروكستين)، سيكون جيدًا جدًّا بالنسبة لك؛ لأن الباروكستين يُحسّن المزاج، ويُعالج الوسوسة، ويُعالج أيضًا المخاوف، وكذلك القلق.

وطبعًا هو من الأدوية السليمة جدًّا، ولكن لكل دواء آثار جانبية، فمثلًا قد يؤدي إلى زيادة في شهيتك نحو الطعام، وفي هذه الحالة طبعًا يجب أن تتخذي التحوطات التي تمنع زيادة الوزن عندك.

كما أن السيروكسات يتطلب أن يبدأ به الإنسان تدريجيًّا، وحين يتوقف عنه يجب أن يكون التوقف أيضًا تدريجيًّا.

وختامًا: نعم تستطيعين استخدامه، وفي بعض الدول يُصرف بدون وصفة، وفي دول أخرى لا بد من وجود وصفة طبية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً