الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي رعشة خفيفة في اليدين تزداد عند التوتر والتجمعات!

السؤال

السلام عليكم

أنا طالب جامعي، عمري 18 سنة، أعاني من رعشة خفيفة في اليدين، وتزداد عند التوتر، وإذا كنت موجودًا في تجمعات فتنتشر الرعشة في كامل جسمي، وأحس بشد في كل عضلات جسمي، ولا أستطيع أن أرتخي، وهذه الرعشة تسبب عائقًا لي في دراستي؛ لأني قررت أدخل كلية التمريض، وهذه الرعشة تسبب لي الخجل، والإحراج.

انصحوني ماذا أفعل؟ وهل هناك أدوية ممتازة لي؟ انصحوني بها، مع العلم أني كنت آخذ اندرال 10 بكميات كبيرة إذا ذهبت للتجمعات، أريد دواءً يفيدني ولا أستعمله دائمًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، وشكرًا على رسالتك، والتي ذكرت فيها أنك تعاني من رعشة في اليدين، تزداد بازدياد التوتر، خاصةً عند الظروف الاجتماعية، أو في التجمُّعات؛ حيث تزداد الرعشة وتستمر في الجسم، كما أنك ذكرت أنك تعاني من خجل، وتُسبب لك هذه الأعراض عائقًا في دراستك.

عمومًا: ما ذكرته يندرج تحت ما يُسمّى الرهاب الاجتماعي، أو القلق أو الخوف الاجتماعي، وهو من اضطرابات القلق المعروفة، وحدوث بعض الأعراض عند التجمُّع مع الآخرين هو من أعراض هذا الاضطراب، وهذا الاضطراب تحتاج لأن تتخلص منه، خاصةً إذا كنت ستدرس في كلية التمريض -كما ذكرتَ- فإن التعامل مع الآخرين يُصبح جزءًا أساسيًا من عملك في مجال التمريض، وخاصةً أن مجال التمريض يرتبط برعاية الآخرين، فلابد لك من التخلص من هذه الأعراض، والتي ترتبط بالقلق أو بالرهاب الاجتماعي.

عمومًا هذا الرهاب أو القلق الاجتماعي يمكن التخلص منه، وذلك بالتالي:
أولًا: بعدم الاستجابة أو التركيز على ما يحدث لك أنت شخصيًا خلال فترة الاجتماع بالآخرين.
ثانيًا: عدم التفكير في تبعات ما يحدث من خلال التجمُّع بالآخرين.
ثالثًا: عدم تجنُّب مواجهة الظروف الاجتماعية المختلفة التي تجعلك ترتبط مع الآخرين؛ هذه النصيحة مهمة؛ لأن تجنّب التجمُّعات أو الاجتماعيات عمومًا يُساعد على زيادة الأعراض والمرض.

رابعًا: هناك بعض التدخلات النفسية السلوكية التي يمكن من خلالها المساعدة في تغيير هذه الأفكار السلبية، والتي تُصاحب اضطراب القلق عمومًا، منها التدخُّل العلاجي السلوكي النفسي والذي يُسمَّى (Cognitive behavioral therapy) واختصاره (CBT)، وهو أيضًا من التدخلات المعروفة التي يمكن أن تساعد على علاج القلق، ويمكنك السؤال عن هذه التدخلات من خلال زيارة العيادات النفسية التي يمكن أن تجد فيها مثل هذه التدخلات من الأخصائيين النفسيين، وتجدها في كثير من المواقع على الإنترنت واليوتيوب.

أمَّا فيما يخص الأدوية فهناك أيضًا بعض الأدوية التي يمكن استخدامها، وتُسمَّى بمضادات القلق أو الاكتئاب (عمومًا)، وهذه الأدوية هي لتقليل القلق عمومًا والمساعدة، ويمكنك أن تأخذها بشكل منتظم، ولا يُوجد منها أي خوف.

استخدام دواء الـ (اندرال) فهو فقط لعلاج الأعراض، ونسميه بعلاج عرضي، أو يُسمَّى (Symptomatic treatment)، ولذلك استخدامه أولًا له تبعاته، وفي نفس الوقت لا يعالج اضطرابات القلق عمومًا.

هناك أدوية يمكن أن تستخدمها، منها أدوية مضادات القلق -كما ذكرتُ لك- لكن لابد من زيارة الطبيب حتى يقوم باختيار الدواء المناسب لك، وضبط الجرعة المناسبة، ومن ثُمَّ مراقبة الاستجابة لهذا العلاج.

أتمنى أن يكون فيما ذكرنا لك شفاء لك، حتى تدخل هذه الكلية وتمارس نشاطك -إن شاء الله- العملي بدون أي صعوبات.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً