الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بهلاوس وتخيلات غريبة ومريبة، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 18 سنة، أعاني منذ ست سنوات من حالة أشبه بالجاثوم، في كل مرة أحاول النوم أشعر بشيء يدخل عبر فمي، ويتوقف جسدي عن الحركة، وأبدأ بسماع أصوات، وأشعر بحركات بجانبي، وأحياناً أشعر بأن جسدي يهتز بقوة مع سماع صوت صراخ حاد.

أحياناً أشعر أن روحي تسقط إلى ما لا نهاية في ظلام شديد، أيضاً تكون وضعيتي كما كنت عندما خلدت للنوم، أنام على جانبي الأيمن.

دائماً يحدث شيء جديد في كل مرة أصاب بتلك الحالة، وأحياناً أصاب بنوبة نعاس شديدة، وكأن شيئاً ما يناديني للنوم، وعندما أستسلم للنعاس أدخل في تلك الحالة.

الأمر لا يتكرر مرة واحدة فقط باليوم أحياناً يتكرر أكثر من مرة في اليوم الواحد، وأنا دائماً أتأكد من قراءة آية الكرسي والمعوذات قبل النوم، وأحافظ على صلاتي بوقتها، وأحافظ على قراءة أذكار المساء والصباح، حتى إني أحياناً أكتب بورقة المعوذات، وأضعها تحت وسادتي، لكن برغم هذا ما زال الأمر يحدث.

في إحدى المرات عندما دخلت في تلك الحالة أحسست بشيء واقف أمامي، بشكل قريب، وقام بإمساك يدي، فقمت بمحاولة دفعه وركله باستخدام قدمي، وقد أحس بشيء أنا متأكدة أني قمت بدفعه! ولكن أليس جسدي لا يتحرك؟ فكيف قمت بدفعه؟ وهنا قد أدركت أني أستطيع تحريك روحي، وليس جسدي، ولكن في كل مرة أتحرك يهتز وعيي بعنف وأستيقظ، وهذه كانت إحدى الطرق التي أستخدمها لكي أستيقظ بسرعة.

في إحدى المرات عندما دخلت في هذه الحالة شعرت بشيء يتحرش بي، وقد تكرر الأمر ثلاث مرات، مما جعلني أفقد عقلي!

حاولت في إحدى السنين إخبار عائلتي، ولكنهم نظروا إلي بنظرة كما لو كنت شخصاً مخيفاً، قاموا بأخذي مرة إلى شيخ ليقرأ علي، ولكن هذا لم ينفع، واستمرت تلك الحالة.

وعلى الرغم من هذه أخبرتهم أن كل شيء بخير، ولم أتجرأ على إخبار أي أحد عن حالتي من ذلك اليوم.

حاولت التعايش مع الأمر لأني لم أملك أحداً لأخبره بما يحدث لي، لطالما شعرت بالظلم، لأني أعاني لوحدي، أصبحت أسمع أصواتاً في رأسي تتكلم، ولا أستطيع السيطرة على أفكاري.

أحاول أن أستعيذ بالله من وسواس الشيطان في كل مرة تأتيني أفكار مشركة أو قذرة، وأقوم بالدعاء، أشعر بالتعب، لا يمكنني التحمل أكثر من هذا.

أرجو أن تأخذوا قصتي بجدية، مع كامل شكري.

ملاحظة: هنالك الكثير من التفاصيل التي لم أكتبها، لكن ما كتبته الآن يكفي بشرح الوضع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ماري حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بكِ -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونؤكد لكِ أننا نأخذ كل سؤال على محمل الجد والاهتمام، فهذه أمور تهم حياة الناس، و"المستشار مؤتمن" كما قال ﷺ.

ثانيًا: نشكركِ على تواصلكِ معنا بهذا السؤال.

أختي الفاضلة: هناك شيء نسميه "الإهلاسات" أو "الهلاوس"، هناك الإهلاسات السمعية والبصرية، وأحيانًا الإهلاسات الحسية؛ حيث يمكن أن يسمع الإنسان أصواتًا لا مصدر لها، أو يرى أشياء لا وجود لها في عالم الواقع، أو يحس بأمور حسيِّة تلمس جسده وليس لها رصيد من الواقع.

ما ذكرتِ في النصف الأول من سؤالكِ ربما ينطبق عليه الهلاوس أو الإهلاسات الحسية، وهذا يمكن أن يترافق مع عدد من الحالات النفسية، ولكن ما ورد في النصف الثاني من سؤالكِ -وخاصةً أنكِ تسمعين أصواتًا في رأسكِ لا سيطرة لكِ عليها وعلى أفكاركِ- أمرٌ يستدعي التحري واستشارة الطبيب النفسي.

وجود الإهلاسات أو الهلاوس السمعية والبصرية والحسية أمرٌ يستدعي أولًا الفحص الطبي والقيام ببعض الفحوصات، ومنها الرنين المغناطيسي للدماغ، لنستبعد وجود شيء لا قدر الله.

الأمر الثاني هو: أخذ القصة المرضية والسؤال عن كل الأعراض، وخاصةً أنكِ ذكرتِ في آخر سؤالكِ أن هناك تفاصيل أخرى لم تذكريها، هذه التفاصيل هامة لأنها تعيننا في كثير من الأحيان على استكمال الصورة، ووضع التشخيص المناسب.

أختي الفاضلة: بما أنكِ في هذا السن من الشباب، أنصحكِ بأخذ موعد مع الطبيب النفسي ليقوم بالفحص النفسي الشامل، أيضًا يمكن أن يطلب منكِ إجراء بعض الفحوصات لينفي أو يُثبت وجود المرض، وإذا ثبت المرض، فهناك طرق عديدة للعلاج، لا يفيد الآن الخوض فيها طالما لم نصل إلى التشخيص بعد.

أختي الفاضلة: علينا أن نتذكر أن الاستشارات النفسية عن بُعد هي مجرد استشارات توجِّه السائل إلى الطريق السليم، فهذا ما أنصحكِ به، بأن تأخذي موعدًا مع العيادة النفسية؛ لنؤكد أو ننفي وجود تشخيص، ومن ثم يسهل العلاج بعون الله عز وجل.

واستمري على ما أنت عليه من الحفاظ على طهارتك وعبادتك وأذكارك، وضيفي إلى ذلك قراءة سورة البقرة، ورقية نفسك؛ فالرقية ذكر ودعاء، وهي نافعة في كل الأحوال.

داعيًا الله تعالى لكِ بتمام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً