الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صفحات الفيسبوك التي يتابعها خاطبي تؤرقني!

السؤال

السلام عليكم.

تقدم لي شاب، وعندما دخلت على صفحته على الفيسبوك قبل الرؤية الشرعية شاهدت صفحة يتابعها تبين لي من اسمها أنها غير جيدة، عندما دخلت عليها تبيّن لي بأنها صفحة فيها بوستات إباحية، لكن آخر منشور فيها منذ أربع سنوات من الآن.

لم أرد أن أفضح ذلك أمام أحد، قلت سآخذ الموضوع بحسن نيّة، وأنّه قد يكون تاب وتغيّر، وسأعطيه فرصة في الرؤية الشرعية، خصوصاً أنّه حسب ما تبيّن من السؤال عن العائلة أنّها جيدة وصالحة، وعائلتي تشجعني للمضي في الأمر.

في الرؤية الشرعية التمست من كلامه الصلاح والاهتمام بالدين والأسرة، ولم أجد شيئاً يجعلني أرفض، لكن الأمر الذي شاهدته على صفحته يؤرقني جداً، ما رأيكم، هل أتناسى ما رأيت وأمضي في الأمر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك أختي الفاضلة في استشارات إسلام ويب.

بداية: نؤيد حرصك الشديد في اعتبار الدين والأخلاق، أهم المعايير للقبول بهذا الشاب، فهذا هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي يقول:"إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" فصاحب الدين يتقي الله فيك، وصاحب الخلق الكريم يحرص على حسن العشرة، وبهذا تستقر البيوت وتتحقق السعادة والمودة والرحمة.

أختي الكريمة: من الجيد أنكِ حرصتِ على التحقق من أخلاق وتدين هذا الشاب، وما رأيتِه على صفحته يعود إلى أربع سنوات مضت، وقد يكون الشاب قد تغير وتاب عن تلك التصرفات، يجب أن تضعي في اعتبارك أن الإنسان قد يمر بتجارب وأخطاء، ولكن الله -سبحانه وتعالى- يقبل التوبة، وخاصة إذا شعرتِ الآن أنه أصبح مهتماً بالدين وحسن الأخلاق.

ثم عليك أن تلاحظي أيضاً أن هذه المشاركات ليست موجودة في صفحته الشخصية، بل في صفحات كان يتابعها سابقاً، وقد يحدث أحياناً أن تتعرض الصفحات للاختراق، أو يتغير محتواها، أو تُتابع بالخطأ، أو تكون صفحات احتيالية مؤقتة ثم تتغير، وكل ذلك وارد في عالم الإنترنت؛ لذا لا ينبغي الجزم أو التيقن من هذا الأمر، وأحسنتِ حينما اخترتِ حسن الظن، فالأصل في المسلم البراءة من كل سوء.

لذلك لا أنصحك بمواجهته أو إثارته حول موضوع ما شاهدته، خاصة إذا كانت سيرته الآن حسنة وهو ملتزم، وذلك حتى لا يُحدث ذلك حاجزاً نفسياً بينكما إذا قدر الله لكما الزواج، أو يؤثر على حياته إذا لم يتم الزواج، وليكن شعارك كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- "من ستر مسلماً ستره الله".

أختي الكريمة: العبرة الحقيقية بأخلاق وتدين هذا الشاب تكمن في سؤال الأشخاص المقربين منه، الذين يعرفونه جيداً أو سافروا معه، بإمكانك من خلال أحد محارمك، كوالدك أو إخوتك، أن يتحققوا من سلوكه وأخلاقه ويسألوا عنه، كما أن التعرف على سيرة عائلته وتدينها مهم جدًا؛ لأن البيوت الصالحة -بإذن الله- تُخرج أبناء صالحين.

فترة الخطبة كافية لتعطيك انطباعاً واضحاً عن تدينه وأخلاقه، حسن ظنك به هو نقطة إيجابية، وهذا يساعدك على اكتشاف الجوانب الإيجابية الأخرى في حياته، في الوقت نفسه عليكِ أن تتابعي وتسألي عنه باستمرار قبل اتخاذ قرار الزواج.

أخيرًا: لا تنسي أهمية الاستخارة والدعاء أن يختار الله لك الخير ويوفقك له، وتذكري ألا تندفعي عاطفياً في قرار الزواج، بل اعطي التفكير في حياتك الزوجية المستقبلية والتوافق بينكما حيزاً واسعاً من اهتمامك.

نسأل الله أن يوفقك للخير ويدلك عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً