الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأعراض النفسية والبدنية المصاحبة لمرض أديسون

السؤال

السلام عليكم

دكتور محمد عبد العليم، جزاك الله خيرًا، أنا صاحب الاستشارة رقم 2548480 وأشكرك جزيل الشكر، أريد أن أضيف التفاصيل كاملة حتى تصف لي العلاج المناسب.

عمري 35 عامًا، وأتناول علاج مرض أديسون منذ 4 سنوات، جرعتي هي 30 ملجم هيدروكورتيزون (قرصين بجرعة 10 ملجم صباحًا وقرصًا مساءً)، بالإضافة إلى كورتيلون (قرصًا صباحًا، وقرصًا مساءً)، وأتناول الكالسيوم يوميًا بعد الغداء، كما أتناول الكولشيسين بجرعة 1 ملجم يوميًا لحُمّى البحر الأبيض المتوسط.

لقد جربت أدوية نفسية كثيرة، ولكن الراحة كانت مؤقتة، ومن بين الأدوية التي تناولتها: فلوكستين، سيرباس، وكونفنتين، وغيرها.

أعاني من عصبية مفرطة، وتفكير زائد في أتفه الأمور، وتخيلات غير واقعية، التفكير في الأحداث والمشاكل لا ينتهي إلا بالمواجهة، وأعاني من كوابيس لا تنتهي، وصداع نصفي (الشقيقة)، ورعشة في اليد، أريد علاجًا يساعدني على الاستمرار في الحياة، حتى وإن كان مدى الحياة، المهم عندي هو الراحة.

أعاني أيضًا من زيادة شديدة في الوزن (10 كيلوغرامات زيادة)، وشهية مرتفعة جدًا للطعام، أخبرني طبيب الغدد أن جرعتي من الكورتيزون طبيعية، وليست كبيرة، فما هو العلاج المناسب؟ جزاك الله خيرًا.

أنا -الحمد لله- أصلي، وأقرأ القرآن، وأعمل في أكثر من وظيفة، ولكن هذه الأعراض تعرقل حياتي.

دواء التريتيكو أو ترازودون الذي وصفته لي غير متوفر في مصر، وكويتابين متوفر لدي بجرعة 25 ملجم، أرجو من سيادتكم التكرم بكتابة العلاج المناسب، والجرعة، والوقت المناسب لتناوله، وهل أستمر عليه مدة معينة، أم مدى الحياة؟ أنا راضٍ جدًا حتى لو كان عليّ تناوله دائمًا، المهم أن أرتاح.

شكرًا، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منصور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك -يا أخي- على استشارتك هذه، والمتعلقة باستشارتك السابقة.

جميع الأعراض النفسية الجسدية التي اشتكيت منها -يا أخي- تعالج من خلال تغيير نمط الحياة ليكون نمطًا إيجابيًا، وقد ذكرت لك في استشارتك السابقة أن ممارسة الرياضة، وتنظيم الوقت من الأدوات العلاجية الفعّالة جدًا للأعراض النفسية الجسدية، أو حتى للأعراض النفسية ذاتها، فأريدك -جزاك الله خيرًا- أن تلتزم بذلك.

أمَّا بالنسبة للأدوية، فكنت أتمنى أن يكون Trazodone (ترازودون) متوفرًا؛ لأنه حتى وقت قريب كان موجودًا في مصر، وكما ذكرت لك يُسمى تجاريًا Trittico(تريتكو)، بما أنك لم تحصل عليه، فسيكون البديل عقار Venlafaxine (فينلافاكسين)، والذي يسمى Effexor (إيفكسور)، وربما تجده تحت مسمى تجاري آخر في مصر.

جرعة فينلافاكسين: هي أن تبدأ بـ 75 ملغ يوميًا، وبعد ثلاثة أسابيع اجعل الجرعة 150 ملغ، وتناولها جرعة واحدة، وهذه جرعة سوف تكون كافية تمامًا -بإذن الله- لتحقيق صحة نفسية إيجابية، حيث يُعرف عن الفينلافاكسين أنه يحسن المزاج ويثبته، وفي ذات الوقت يُعالج الأعراض النفسية الجسدية.

هذا هو العلاج الدوائي، ويمكنك الاستمرار عليه لمدة سنة مثلًا، وبعد ذلك عليك مراجعة مع الطبيب النفسي، أو يمكنك أن تتواصل مع استشارات إسلام ويب.

أخي: يجب دائمًا أن تعيش في "قوة الآن"، ولا تهتم كثيرًا بالمستقبل؛ فالمستقبل بيد الله، واسعَ في الوقت الحاضر لأن تكون في أفضل حالة نفسية وجسدية، فهذا -بإذن الله تعالى- سيؤدي أيضًا إلى مستقبل مشرق وإيجابي، وكما ذكرت لك في الاستشارة السابقة وفي بداية هذه الاستشارة: انتهاج منهج الحياة الإيجابي هو الطريقة العلاجية المثلى لمثل حالتك هذه، بالطبع العلاقة بين أديسون والاضطراب النفسي معروفة، لكن يمكن علاجها من خلال الآليات التي ذكرناها لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً